الرئيسية / الرئيسية / أسرة / تنظيم الوقت
imagesUNPSOJZ6

تنظيم الوقت

  أردت أن أشبه ملء وقتنا كملء صندوق , فإننا إذا أردنا أن نضع بعض الأغراض في الصندوق فإذا وضعناها بصورة عشوائية فسوف تأخذ مساحةً أكبر ومنظراً غير لائق وإننا إذا وضعناها بصورة مرتبة ومنظمة فإنها سوف تأخذ مساحةً أقل و منظراً أجمل , لذا فإننا إن نظمنا أعمالنا فسوف تأخذ منا وقتاً أقل وتُكَّون لنا صورة أفضل ، فلنبدأ بتنظيم وقتنا.

أسباب ضياع الوقت

ضعف الايمان لأن ذلك يؤدي إلى اتباع الهوى , فيكثر هذا الإنسان مما تهواه نفسه إذا كان مباحاً كالصيد و طول الأمل ، يقول الحسن البصري :< ما أطال أحد الأمل إلا أساء العمل > ، ويقول ابن القيم: < إضاعة الوقت من إطالة الأمل > .

عدم إدراك اهمية الوقت ، يقول ابن مسعود رضي الله عنه : < ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي > وكانوا يقولون : < من علامة المقت إضاعة الوقت > .

عدم الانضباط و حب التسيب والراحة ، تجد أنه يريد أن ينضبط في شيء معين ، يحب الراحة و يحب التسيب و هذا بلا شك لن ينظم وقته , وإذا لم ينضبط في وقته فإنه بلا شك سيصرف شيئاً ليس باليسير من وقته بلا فائدة .

4ـ الافتقار إلى التخطيط ، لا يخطط كيف يمضي وقته وإذا كان هناك اجتماع مع معاونيه أو غير ذلك لبحث مسألة ما ولإصدار قرار ما و غير ذلك تجد أنهم يجتمعون والأعضاء لا يدرون ما الذي سيدور في مثل هذا الاجتماع ولا شك أنه إذا حصل مثل هذا فإنه سيضيع عليهم أوقات غير يسيرة يبحثون عن الأشياء أو يستمعون لما سيقال ثم يبدؤون يفكرون تفكيراً حاضراً لم يسبق بتخطيط من قبل .

5ـ ضعف الهمة لأن من كان عالي الهمة لا يسمح لوقته أن يضيع هدراً .

6ـ القدوة السيئة ، يجالس من يقتلون أوقاتهم ، و إذا جالس مثل هؤلاء _ بلا شك _ فإنه سيعمل مثل عملهم بالتدريج .

7ـ التربية الخاطئة ، منذ الصغر لم يعود على اغتنام الوقت ولو عوّد على اغتنام الوقت لتعوّد عليه عند كبره .

8ـ العادات ، هناك بعض العادات مضيعة للوقت , اعتاد عليها بعض الناس كعادة شرب الشاي عصراً والجلوس طويلاً .

عدم معرفة تنظيم الوقت ، قد يريد أن ينظم ولكن لا يعرف كيف ينظم وقته مما يجعله لا يستطيع أن يستفيد من أوقاته الاستفادة الحقة .

10ـ حب الإنسان أن يعمل كل شيء بنفسه ,فلا يحب أن يفوض الآخرين ، لأنه يميل إلى المثالية والكمال في الأداء حتى يتأكد أن جميع تفاصيل الأعمال قد نفذت على حسب ما يتصور ، وهذا بلا شك يضيع عليه أوقات غير يسيرة .

11ـ قد يكون السبب من غيرك , مثل أن يزورك صديق ويطلب منك أن تذهب معه لقضاء حاجاته مع أنه لا يستفيد منك إلا مجرد الاستئناس بك .

12ـ قد يكون السبب خارج عن قدرتك كالازدحام الحاصل في الطرق و طول المسافات بين الأماكن … فهذه الأسباب قد تسبب لك إضاعة وقتك …[1]


إدارة الوقت وليس ميكنته !

   من المفيد أن ننظر إلى هذه المسألة على أنها أداة معاونة لتحقيق هدف ما (وهذا أهم ما في الأمر ) وليست إدارة الوقت هدفاً في حد ذاته ، فإن لم يكن لديك هدف ما فلا يمكن أن تنظم وقتك لتحققه ، وهذه الفكرة عن إدارة الوقت تتيح لك المرونة دوماً لتغيير طرق تنظيم الوقت لديك لتلائم طبيعتك الشخصية وأهدافك المحددة ، فلا تتحول لآلة همها الأوحد الإنتاجية وملء كل دقيقة من الوقت بنشاط ما ..فليس هذا تنظيما للوقت بل ميكنة له وعموماً هناك بعض الأشياء المهمة التي لا بد أن تهتم بها عند إدارتك لوقتك :

1ـ عش حياة متوازنة , فالحياة تتكون من سبع جهات حيوية : الصحية ، الأسرية ، المادية ، العقلية ، الاجتماعية ، المهنية ، الروحية ، وهذا يعني ضرورة الاهتمام بكل هذه المناطق اهتماماً متساوياً كما وكيفاً . وإهمال أي جانب منها حتماً سيقضي على فكرة التوازن من أساسها . وسيقلل من نجاحاتك المتوازنة التي تعود عليك بالسعادة .

2ـ بالتالي حدد أهدافاً لكل جهة وليس لجهة واحدة .

3ـ عليك أن تعرف سرعتك .. أي تعرف فعلياً الوقت الذي يتطلبه أداء نشاط معين ، وذلك حتى يمكنك أن تخطط فعلياً لأنشطتك المستقبلية .

   لذا عليك أن تراقب مضيعات الوقت لديك ( سواء أنشطة غير مفيدة لا توصلك لهدفك المحدد كالمحادثات الهاتفية ، تلبية دعوة في غير وقتها … ، وسواء أفكار مثبطة أو مشاعر غير دافعة لك كالتسويف ، عدم الحب لنشاط ما ، ملل … ).

     هذه المراقبة تتم ببساطة بأن تكتب لمدة بضعة أيام كل ما يمر بك من نشاطات مع تسجيل الوقت لبداية ونهاية كل نشاط ، فتعرف بذلك مضيعات وقتك ، و كذلك تتعرف على الوقت الفعلي الذي يستغرقه منك عملياً نشاط ما .

4ـ كذلك لابد أن تتدرب على تقسيم أي مهمة لأجزاء معينة , و يمكنك تحديد هذه الأجزاء بدقة ، أي أن تعرف ما الذي يتضمنه أداء مهمة ما , مثلا إذا كنت تخطط لاستذكار وحدة من الوحدات لا بد أن تدون أن انتهاءك منها يعني : قراءة الوحدة ، أخذ ملاحظات ، عمل ملخص ، قراءة ملخص ، إجابة الأسئلة من 1ـ7 من الكتاب المعين … وكلما كنت أكثر دقة و تحديداً كانت خريطتك واضحة لتصل بسهولة أكثر إلى هدفك . (سجل الكتاب الذي ستستذكر منه كل جزئية ، الوقت المتوقع لإنجاز المهمة ، الوقت الفعلي الذي استغرقته ، العوائق ، المحفزات .. )

     كذلك من مزايا هذا التحديد الشعور بالإنجاز حيث تشعر بأنك دوماً في اتجاه هدفك ، وتظل عيناك عالقة بما انتهيت فعلياً منه ، وما تعمل على إنهائه .. كذلك يسهل عليك ذلك أن تتغلب على حيرتك في النشاط التالي الذي عليك القيام به ، كذلك يمكنك هذا التحديد من التقاط أي عمل يمكنك أن تقوم به في أوقات تعتبرها من الوقت الضائع كوقت انتظار ، أو وقت انتقال بين مكانين , خاصة أنك تعرف تحديداً ما عليك من مهام ، وتعرف الوقت الفعلي الذي يستغرقه أداء هذه المهمة .

5ـ ثم عليك بعد ذلك أن تسجل قائمة طويلة بالأشياء التي عليك الانتهاء منها بالتفصيل الذي ذكرته لك .

   فمثلا : دوّن كل المهام , كالمهمة الأساسية والمهام القصيرة التي تتضمنها وحاول أن تسجل بجانب كل مهمة الوقت التقريبي الذي يمكن أن تستغرقه (واختبر هذا الوقت مرة بعد مرة ) .

6ـ راقب وسجل , وكن واعياً بالفرق بين أدائك في كل مرة ، أي أن تعرف لماذا أديت نفس المهمة سريعاً مرة وأبطأت مرة أخرى ؛ هل هناك شعوراً ما معوق لك؟ هل هناك فكرة أخرى تشغلك ؟ هل الحالة المعنوية كانت مناسبة ؟ هل .. .) المهم أن تراقب نفسك وتعرف أفضل حالاتك ومسببات ذلك ، لتعرف كيف تصل بنفسك إلى هذه الحالة المثلى .

   ربما كانت أهم الأشياء المساعدة لك في إدار

ة ذاتك أولا ثم وقتك , أن تعرف نفسك جيدا .

   ما أفضل الأوقات التي أعمل فيها بنشاط ؟ ما الأشياء التي تحفزني ؟ ما أفضل مكان أعمل فيه ؟ ما أفضل الأصوات التي أحب سماعها وقت عملي ؟ ما الذي أقوله لنفسي لأحفزها ؟ ما الشيء الذي لو تخيلته يثير حماستي ؟ من أفضل شخص يمكنني أن أسأله المساعدة في … (حدد)…؟

7ـ خطط يوميا حسب الأولوية ، خذ وقتاً يومياً كل ليلة لتستفد من اليوم القادم .

   سجل قائمة لكل ما لديك لتفعله ، ثم اختر أي الأشياء ذات الأولوية لتفعله في يومك التالي . فبدون تخطيطك للبرامج اليوم يجعلك ترتبك و تحتار و تصرف انتباهك للعديد من الأشياء غير النافعة .

8ـ تجنب التسويف والتأجيل , أكثر الخطط فعالية هي الخطط التي تتضمن ما عليك أن تفعله ، وأن تستمر بأدائه حتى تنتهي منه ، ولا تسوف أو تؤجل ذلك العمل أبداً .

9ـ اعمل على شيء واحد أمامك ، بمعنى أن لا تدع الأشياء الأخرى تربكك وتلهيك عن الشيء المحدد الذي تقوم بإنجازه , دع بقية الأشياء بعيداً عن ذهنك ، بعيدا عن مجال رؤيتك.

   فإذا فعلت ما عليك فقط فستجد لديك العديد من الأعمال المنجزة ، بما يعني إنتاجية عالية وإنجازاً عالياً ، وهو ما يدفعك لمزيد من الدافعية ، وبالتالي المزيد من الإنجاز .

10ـ استثمر وقتك في تعلم كيف تؤدي الأعمال بكفاءة و فعالية , حدد دوماً موضوعات للتنمية الشخصية ، واعمل على تحقيق ذلك .

11ـ لا تخطط لكل دقيقة من وقتك ، بل حدد الأشياء المهمة التي عليك إنجازها ، واعرف _ بعد ملاحظتك _ كم تنفق من الوقت لأداء كل عمل ، لتعرف ما الذي يمكن أن يستوعبه يومك فعلياً ، واترك فواصل مناسبة بين كل نشاط وآخر .

12ـ تخيل هدفك دوما بعد تحقيقه ، استعمل كل حواسك في ذلك ، حاول أن ترى نفسك وقت تحقيقه ، حاول أن ترى آثاره و أن ترى ما حولك في هذه اللحظة ، حاول أن تستمع إلى الأصوات المتواجدة في بيئة تنفيذ الحلم ,أصوات التهاني ، أصوات أشخاص تحبهم .. مادا يقولون لك ، تحسس الحلم ، حاول أن تستخدم كل حواسك .. احلم به مجسدا .. وتخيله ماذا أثناء رحلتك .. إذا ما استطعت أن ترى حلمك فحتما سيصبح حقيقة [2]!

13ـ بعد المراقبة والمعرفة و التخطيط يأتي القيام بهمة وحماس على ما قررت عمله .. استعن بالله ولا تعجز .. قم فوراً لتحقق ما تحلم به !

هبة الموسوي – العراق

[1] نقلاً من موقع منديات طبيب دوت كوم ــ    http: //sarkawthjeeran.com/aechive/2006/11/118054

[2] نقلاً من موقع إسلام أون لاين نت مشاكل و حلول

شاهد أيضاً

كتاب

في هذا العصر…

في عصرنا هذا توجد دوامة باسم “المَلل” في كل مكان, البيت, العمل, التنزّه, المدرسة و…, …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *