الرئيسية / الرئيسية / أسرة / في هذا العصر…
كتاب

في هذا العصر…

في عصرنا هذا توجد دوامة باسم “المَلل” في كل مكان, البيت, العمل, التنزّه, المدرسة و…, وأصبحنا نقضي أغلب أوقاتنا بإضاعة الوقت, أو العبث بأمور تافهة, أمور تضر ولا تنفع.

هناك صنف من البشر يعتبرون أن مصدر الحياة والسعادة هو جمع المال, فالمال بالنسبة لهم من أساسيات الحياة, وهناك صنف آخر يعتبر أن التقرب من الله هو مصدر السعادة الحقيقة والأبدية, لا يهمهم  مال ولا ماديات الحياة, إذ لديهم ثقة كبيرة واعتقاد بـ “إن كنت مع الله فسيكون الله معك أينما كنت حتى في أحلك الظروف وسيأخذ بيدك إن وقعت ولن يخذلك أبداً”, هم يكدّون ويأتون بالمال بعرق جبينهم وبكل أمانة وإخلاص ليطعموا أولادهم لقمة حلالٍ؛ ليس المهم لديهم أن يكون معهم الكثير من المال, بل المهم هو المال الحلال وعلى قدر الحاجة وحسب.

نعم المال مصدر للسعادة, لكن ليست كتلك السعادة “السعادة الحقيقة”, فالعلاقة الحميمة بين العبد وربه هي السعادة ومحال أن يسعد الشخص بدونها.

هناك كثير من الناس الذين لا يميزون بين طريق الحق والباطل بسبب وجود غشاوة على أعينهم تجعلهم يرون العالم بشكل سطحي, فتراهم يجهلون الكثير من الحقائق والمفاهيم الواضحة أحياناً, فمن منا لا يعلم أن هناك جنة وهناك نار؟! ومن منا لا يعلم بأن العبد الصالح سيدخل الجنة والطالح النار؟! لكن مع ذلك نجدهم لا يبالون ويقترفون شتى أنواع الذنوب والآثام.

 إننا وفي هذا العصر بأمسّ الحاجة إلى أن نثقّف أنفسنا ونبحث عن الحقائق التي نجهلها, فنحن جميعاً موظفون بطلب العلم وعدم تسويف الوقت, لكن عدم المبالاة والتهاون وتضييع الوقت هي سبب كل المشاكل التي تحدث في مجتمعنا الإسلامي.

والأمر الطريف هو أن أساس العلم جاء منا نحن العرب المسلمون, جميع العلوم التي اكتشفها أو اخترعها الغرب, بفضلنا نحن, فلولا علماؤنا المسلمون القدامى لما حصل ما حصل من انتشار في العلوم والفضل كله يعود إلى القرآن الكريم وما يشمله من علوم متنوعة وغير متناهية. لكن لِم انقلبت الموازين يا ترى؟! لِم أصبح كل ما نراه نبادر بالقول “أجل هذا بفضل الغرب”؟!

يا ترى لم أصبحنا مدينين لهم؟!.. لم تزعزعت ثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا؟

إن من يقول إن الغربيين أذكياء وعباقرة فهو مخطئ! فليس الذكاء منحصر بهم, وما جاء العلم إلا من القرآن ووحي السماء.

نعم, إن أمامنا طريق طويل.. علينا أولا أن نعمل على أنفسنا لكي نكون جديرين بتغيير العالم, يجب علينا تعطيل تلك القنابل الموقوتة, وتركها جانباً وأن نتعرّف على أنفسنا أكثر. نبحث عن إيجابيّاتنا أولاً ونضعها نصب أعينينا لنعرف قيمة أنفسنا ونستعيد ثقتنا, ثم ننظر إلى السلبيات ونحاول إزالتها, أجل.. يجب أن نعرف ما هو هدفنا وما هي المراحل التي يجب فعلها لنصل إلى ذلك الهدف… ولا شك من أن أهم تلك المراحل هو طلب العلم بكل شوق كما قال الرسول”ص”: “أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”, واتخاذ الكتاب رفيقاً لنا بل وصديقاً دائماً, خاصة في هذا العصر الذي كثر فيه النفاق وندر فيه الأصدقاء.

بقلم زهراء الموسوي_ العراق

 

شاهد أيضاً

كيفية_تطوير_الذات

فنّ معرفة الذات

 كيف يكون الإنسان متميزاً وناجحاً في حياته؟.. هناك العديد من المراحل والطرق التي تجعل الإنسان …