الرئيسية / الرئيسية / حديث التربة
گل

حديث التربة

تنهدّت من ألم الجراح وعذابات الفراق..وسئمت الحياة والحبيب بعيد.. وضجرت من عشقي للمستحيل..

فما أحلى الموت في أحضان التربة..

غمرتني السكينة الأبدية.. وكفنت بلباس العرس الأبيض.. رفعت على الأكف ثم أدخلوني منزلي الجديد وغطوني بتربة الثرى..

نمت في فراشي الأبدي وحيدة.. تؤنسني ظلمة القبر وعتمة اللحد.. وإذا بصوت رخيم رنان يخرق قلبي بسهم عذب..

نور يشقق جدران لحدي.. ودم نابض يجتاح عروقي.. نفضت الغبار عن كتفي وقمت من غفوتي.. وإذا بالحبيب قادم نحوي..

هو ذا الحسين الذي نبض باسمه قلبي وخط اسمه على لحدي “عاشق الحسين”..

ما لتربة كربلاء تناشدني.. وتغفو جراح الحسين على صدري؟..

ما لدمه الزكي ينثر العطر على كفني؟.. وما لي حائرة هكذا في أمري؟..

إهدأ يا قلبي وانشد مرثية كربلاء على شفتي.. وانثر رياحين على تربة الحسين.. واسقه من دمع العين بكأس الوصال..

فريحانة العمر وزهرة القلب يشق عليها أن ترى الحبيب عطشاناً قرب شط الفرات..

يشق عليها أن ترى الأجساد على الرمال مقطعةً.. يقطر منها الندى المخملي..

يشق عليها أن تسمع صدى الحوراء يتردد في الأفق “ألا من ناصر ينصرنا”..

فتكفف الدموع.. وتقول بكل فخرٍ وشجاعة.. لبيك.. فأنا من عشّاق الحسين..

زهراء نور – تونس

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *