الرئيسية / الرئيسية / قصة أسيرة
اسارت

قصة أسيرة

التقينا بالأسيرة المحررة ( رسمية) في إيران , وتكرمت بكتابة قصة أسرها إلى مجلة الأسرة المؤمنة.

الاسم الثلاثي: رسمية فوزي جابر

محل وتاريخ الولادة: محيبيب ( منطقة في جنوب لبنان كانت محتلة منذ العام 1977م وحتى العام 2000م ) . ولدت في 1965م.

محل وتاريخ الاعتقال: اعتقلت في المنزل في محيبيب , ثم نقلت إلى فلسطين , وبعد ذلك في معتقل الخيام عام 1990م .

مدة الاعتقال: سنة ونصف.

تاريخ الإفراج: 1991م .

المعتقِلون: جيش لحد عملاء العدو الصهيوني.

كيفية الاعتقال:

كان اليوم الأول من العام 1990م حيث أحب الصهاينة أن يهنئونا بالعيد , فبعثوا عملاءهم إلى منزلنا الساعة الثانية عشر من يوم الخميس , فاعتقلوا أبي وأخي ثم استدعوني وهم يدّعون أنهم يريدونني فقط لمدة خمسة دقائق ، ثم ما لبثوا أن عصبوا عيني ووضعوني في صندوق السيارة وأخذوني إلى المعتقل.

التحقيق:

وصلت إلى مكانٍ ما , وكان المعتقل, فوضعوا كيساً على رأسي فور نزولي , ثم أدخلوني إلى غرفة وسلبوا مني حجابي وفتشوني.

وبعد ذلك ألبسوني الكيس مجدداً ووضعوا عصابة على عيني وقيوداً في يدي ثم أخذوني إلى مكان التحقيق وراحوا يسألوني عن أبي وأخي وعن مكان الأسلحة وعن علاقتي بالمقاومة وعن عملي.

ثم أخذوا يعذبوني شتى أنواع العذاب فأحضر أحدهم الكرباج وراح يهددني في البداية ثم طلب أمرني أن أركع على الأرض وبدأ يضربني بالكرباج ويركلني برجله.

ثم جاء دور التعذيب بالكهرباء فعذبني بواسطة الكهرباء ثم رماني في ساحة المعتقل خارجاً وراح يصب عليّ المياه الساخنة ومن ثم الباردة. كل هذا من جهة والعذاب النفسي من جهة أخرى , فأخذ يشتمني ويهينني ويهددني بالاغتصاب.

فمضت ساعات من التعذيب بشتى أنواعه , بعد ذلك أخذوني إلى زنزانة انفرادية مساحتها متر مربع واحد بقيت فيها لمدة 34 يوماً يأتون لي خلالها بطعام فاسد مملوء بالحشرات فآكله غصبا.

ثم وضعوني في زنزانة أكبر فيها عدة أسيرات وتركوني هناك أعاني البرد لأن الزنزانة غير مغلقة بطريقة محكمة والماء يتسرب إلى جوانبها.

أيام المعتقل:

كانت التهمة مساعدة مجاهدي المقاومة الإسلامية , فكل المعاناة والتعذيب لجريمة قمت بها وهي مساعدة مجاهدي المقاومة لرفض الاحتلال ومواجهته , إلا أنهم لم يلتفتوا إلى أنني حسينية زينبية , يولّد الظلم في داخلي صرخة بل ثورة , فكلما ازداد العذاب ازددت ثورةً وإصراراً يوماً بعد يوم , فبالرغم من القهر والظلم والتعذيب النفسي والجسدي وسلخ الجلد وإطفاء أعقاب السجائر في جسدي أخذت أنا ورفيقاتي بأداء دورنا حتى في داخل المعتقل, فقمنا بالتبليغ الديني والتوعية السياسية وتثقيف النساء سواء بتعليم الأميّات منهن أو تعليم اللغات الأجنبية, ثم فجّرنا الطاقات وعلَّمنا الحياكة وذلك بسحب خيوط من الثياب الرثة وإعادة حياكتها بقطع من أسلاك الكهرباء. وبهذا كنا نأخذ حقنا منهم بإرادتنا وثبوتنا على خط المقاومين , صحيح أنهم سجنونا ليفصلونا عن المقاومة إلا أننا استطعنا التغلب عليهم فقمنا بنشر فكر المقاومة خلف غضبان المعتقل.

وهنا أيضاً أذكر شيئاً مهماً وهو أنهم كانوا يضغطون علينا لإيقافنا عما نقوم به فيمنعونا أحياناً من الحديث داخل الغرفة الواحدة هذا فضلاً عن التفتيش اليومي والإهانات الشخصية .

والغريب أن الشرطية كانت تصارحنا بأن الذي يقومون به كوضعنا خلف الجدران العفنة ومنع أقل مقومات الحياة عنّا من مأكل ومشرب وملبس لكي يميتوا فينا الروح الإنسانية فيتعاملون معنا كأناس منبوذين , فقد أضافوا إلى تهمتنا تهمة أخرى وإلى جريمتنا جريمة أخرى وكنا نتشرف بهما , وهما اقناع النساء الأسيرات على الحجاب وتعبئتهن على حب حزب الله, والنساء غير المحجبات كنّ من الحزب الشيوعي أو مسيحيات . وقد غاب عن العدو وعملائه مجدداً أنهم كلما ضغطوا علينا كلما ازددنا ثورةً وكلما عذبونا كلما ازددنا حباً للحق وبغضاً للظلم والقهر والاستبداد.

الخروج من المعتقل:

مرّت سنة ونصف وأنا أحوّل آلامي ثقافة مقاومة أزرعها في نفوس الأسيرات , إلى أن جاء يوم الإفراج في العام 1991م , فالوعد الصادق والمجاهدون يصدقون بوعودهم ووعد قائدهم ولا يتركون أسيراً خلف جدران الأسر في أيدي الصهاينة , فكانت عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والعدو الصهيوني وكنت ممن وردت أسمائهم , فخرجت من المعتقل وعدت إلى منزلي وأنا أقول: أيها القضبان مهما كان ومهما ضيَّقتِ عليّ فلم تزيديني إلا عزماً وثباتاً على الحق وإصراراً على مساعدة المجاهدين أكثر فأكثر, فحاولتِ سجني وراءكِ ولكن أسرك لم ينفع فقد خرَّجَني السجن عالمة بأحقية الجهاد ونصرة المظلوم, وطبيبة تعالج النفوس.

 ندى البصير – سورية

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *