الرئيسية / الرئيسية / أسرة / الحب وعلاج النفس
brennende Kerze mit Herz / burning candle with heart

الحب وعلاج النفس

من البديهي عندما يصاب الشخص بمرضٍ بقلبه يسرع لمعالجته و التخلص منه و يخضع لعملية جراحية و بعد خروجه من العلمية ينادي أحباءه ليريح قلبه بشيء يتعدى العلاج المادي والطبي وهذا الشيء يتعلق بالحب والعطف، إذن هناك جانب في الإنسان لا يخضع للمقاييس المادية ولا يكفيه العلاج الطبي أو المادي و إنما يتطلب غذاءً نفسياً و معنوياً…

الأمراض النفسية هي الذنوب التي تصدر من الإنسان و يداوم عليها حتى تصبح ملكة و تضرّ الإنسان قبل أن تضر الآخرين وهي من الأمراض الخطيرة… يا ترى هل يمكننا أن نعالج أمراضنا النفسية بالحب والعاطفة و نربي أنفسنا بالطريق المستقيم؟!

التربية النفسية هي ضبط السلوك البشري و انفعالاته بما يتلاءم مع إحساس برضى النفس والذات و يحقق تواصلاً إيجابياً مع المحيط.. والحب هو إحساس بالمودة نابع من القلب تجاه المحبوب ومع أن الكثير يظن بأن الحب حالة لاشعورية.. لكن هو إحساس يمكن التدرّب عليه والتحلي به.. من الثابت أن جميع مشاكل الإنسان مصدرها هي النفس بالدرجة الأولى فالكون ليس لديه مشاكل لأنه يسير في خط مرسوم وفي إطار قوانين ثابته أمّا نفس الإنسان معرضة للسير باتجاه خطى الشيطان والإصابة بالأمراض النفسية لو حاولنا أن نعالج هذه الأمراض بغذاء معنوي و عاطفي هل سنشفى؟؟

لو رجعنا إلى أنفسنا نجد أن حب الله هو في فطرة الإنسان موجود …

يبقى البحث عن محبوب يشافي الأمراض النفسية، و أيّ محبوب هذا؟ أليس من اللازم أن يحب الإنسان شخصاً يهدم و يقتل جميع الانحرافات النفسية… لو أحببت شخصاً من المؤكد ستجعله قدوة لك.. فقد أثبتت الدراسات الكثيرة بأن الإنسان يتأثر بالآخرين الذين هم أكبر منه و المشاهير منهم و خاصة للمراهقين بالنسبة للمجتمع الغربي، نجد أن الشباب يتقلب من حال سيء إلى حال أسوأ لأن القدوة التي يقتدي بها و يحبها تتغير مع الزمن و تمثل ظاهرة اجتماعية ومن المؤسف بأن الشباب والشابات يقلدون الشباب الغربي و مع الأسف يصابون بالأمراض النفسية و ينتحرون وهذا سبب سوء اختيارهم لحبيبهم و قدوتهم..

تعالي يا أختي و اختاري من هي أكبر منّا علماً وفهماً ومن هي أشهر النساء فضلاً والتي ارتدت لباس الجنة الذي لم يرتديه أحد من قبل.. لو حصلنا على حبها الحقيقي لما رضينا أن نزعج محبوبنا و معشوقنا بل نسعى لرضاه عنّا و نبتعد عن كل ما يؤلمه و يؤذيه فلو رضيت فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ عنّا نصبح في عافية كاملة في أنفسنا و أرواحنا و ننال رضى الله سبحانه وتعالى كما قال رسول الله ـ صلوات الله عليه ـ : “إنّ الله يرضى لرضى فاطمة و يغضب لغضبها”…

غفران آلبوسبح ـ العراق

 

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *