الرئيسية / الرئيسية / أسرة / فاطمة الزوجة
fatemeh zahra

فاطمة الزوجة

إن المتأمل لمفردات زواج الزهراء(عليها السلام) يلمس فيه أعلى معاني الكمال الإنساني والشرف الخلقي, ويجد فيه أكثر من سنّة نبوية مباركة ويستلهم منه المزيد من العظات والعبر التي تسهم في حلّ الصعوبات التي تعترض الحياة الزوجية في كل زمان ومكان.

من ذلك النكات التالية:

*الكفاءة:

تبين أن إجابة أمير المؤمنين(عليه السلام) في الزواج من الزهراء(عليها السلام) وردّ سواه كانا بأمر الله سبحانه وتعالى , وفي ذلك دليل على فضل أمير المؤمنين(عليه السلام) وكرامته ومنزلته عند الله تعالى.

والزهراء( عليها السلام) سيدة نساء العالمين لا بد أن يكون كفؤها سيد رجال الأمة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومن هنا جاءت مقاييس الاختيار والترجيح على لسان الرسول(صلى الله عليه وآله) وهو يبين لابنته البتول(عليها السلام) فضل أمير المؤمنين(عليه السلام), قال(صلى الله عليه وآله): (زوّجتك سيّداً في الدنيا والآخرة ,وإنه لأول أصحابي إسلاماً , وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً).

فكفاءة الإمام علي (عليه السلام) لفاطمة (عليها السلام) كفاءة تقوم على ضوء موازين الحكمة الإلهية, قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(لو لم يُخلَق علي لما كان لفاطمة كفؤ).

فالكفاءة هنا ليست نسبية وليس المراد منها كفاءة بالمال والغنى.

*الاستئذان والمشاورة:

ودرس آخر نتعلمه من زواج الزهراء(عليها السلام) هو الاستئذان من الفتاة البكر ومشاورتها واستئمارها لكسب رضاها قبل الزواج, وهو من الحقوق المهمة التي أولاها الإسلام للمرأة إظهاراً لكرامتها, وعلى الرغم من أن زواج الزهراء(عليها السلام) كان بأمر الله تعالى , فقد عمل ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله) سنةً وتأديباً للأمة.

*المهر:

كان مهر الزهراء(عليها السلام) خمسمائة درهم, وهو الذي جرت به السنّة, وقيل أربعمائة مثقال فضة.

وعن الحسين بن علي(عليهما السلام) قال:(زوّج النبي(صلى الله عليه وآله) فاطمة علياً على أربعمائة وثمانين درهماً)

فمعيار التفاضل لا بد أن يكون قائماً على أساس التقوى والدين والخلق القديم, لا على أساس الثروة والمال والحطام الزائل, وعلى الرغم من تواضع مهر الزهراء(عليها السلام) وبساطة المراسيم فقد وصف عرسها بأنه أحسن عرس وأطيبه.

*العفة مع الوقوف بوجه الظلم:

أحد موانع التعالي والوصول إلى الكمال وأيضاً من عوامل سقوط المجتمعات هو الانغماس في الأمور المادية وعدم العفة.

وبما أن المرأة توجد لديها مميزات عن غيرها من الجسم واللطافة, لهذا كانت العفة والطهارة بالنسبة لها ذات حساسية شديدة ولهذا كانت السيدة الزهراء(عليها السلام) بالنسبة لهذا الموضوع ذات حساسية شديدة وخاصة, حيث ورد في الإخبار عن حياتها ما يوضح لنا هذا الأمر.

والأمر الملفت هو أن ميزان دقتها في مسألة العفة والطهارة والصيانة لم يؤثر على حضورها الفعّال في المجتمع , وعندما اقتضت الحاجة للدفاع عن مبادئها ودينها وإمامها حضرت بكل وضوح ودافعت واستشهدت من أجل دين الله , وهذا الأمر يدل بشكل جليّ أن المرأة لها دور في المجتمع الإسلامي ورفع كلمته , ولها على الوقوف في وجه طاغية زمانها من دون أن يمسّ عفّتها وكرامتها فيا مؤمنات فلندافع عن الحق ونسعى لإعلائه.

 سعاد العويض- العراق

شاهد أيضاً

كتاب

في هذا العصر…

في عصرنا هذا توجد دوامة باسم “المَلل” في كل مكان, البيت, العمل, التنزّه, المدرسة و…, …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *