الرئيسية / الرئيسية / مَنْ ينتظر مَنْ؟!
الانتظار

مَنْ ينتظر مَنْ؟!

الانتظار مصطلح عام ولكنه في القضية المهدوية يعني العمل الذي يقوم به الإنسان في زمن الغيبة, على أساس الحديث الشريف: أفضل أعمال أُمتي انتظار الفرج.

ولو علمنا أن الانتظار هو كيفية نفسانية ينبعث منها التهيؤ لما ننتظره, فلا بدّ أن تتمثل هذه الكيفية النفسانية بتهيئة الظروف المناسبة والملائمة للظهور المبارك.

وأهم الظروف التي يجب توفرها حتى يتحقق الظهور, العمل الدؤوب والمستمر لتربية أنصار الإمام”عج” وإيجادهم على أرض الواقع.

فلأجل أن يتوفر الناصر والمعين للإمام “عج” في قيامه المبارك, يجب علينا أن نعمل ونجدّ ونجتهد حتى نوفر الظروف المناسبة لذلك الظهور المبارك. وعليه, يمكن القول أن ظهور الإمام “عج” متوقف على أعمالنا نحن, فأعمالنا هي السبب في التعجيل أو التأجيل في ظهور الإمام صاحب الزمان “عج”.

فقد ورد عن الإمام الصادق “ع”: فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا, فأوحى الله إلى موسى وهارون”ع” يخلصهم من فرعون, فحط عنهم سبعين ومئة سنة, ثم قال “ع”: هكذا أنتم لو فعلتم لفرّج الله عنا, فأما إذا لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه[1].

نعم, إن الغفلة والأعمال السيئة والتكاسل هي السبب الحقيقي في تأخير الظهور, وهذا ما تؤكده رسالة الإمام الحجة روحي فداه للشيخ المفيد: “فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولانؤثره منهم”.

ولذلك جاء في الحديث:” إن أفضل الأعمال هو انتظار الفرج”, فالانتظار هو عمل وليس تكاسل, بل جد وليس تواكل.

وقد ذكرت الروايات الشريفة أعمالاً عديدة كمصاديق للانتظار أهمها: طلب العلم والتعلم, والإخلاص, ومعرفة الإمام “عج” معرفة حقيقية… وغيرها من الأمور التي يصدق عليها أنها من مفردات الانتظار.

وبعد معرفة هذه المقدمة البسيطة, ألا يجدر بنا أن نتسائل: هل حقا نحن ممن ينتظر الإمام “عج”؟ أم أن الإمام روحي فداه هو من ينتظرنا لنصل إلى مرحلة نستحق بها أن نكون من جملة الأشخاص الذين يستحقون أن يكونوا أنصار الإمام صاحب الزمان”عج”؟

وهل أن الفرج متوقف على عوامل خارجة عن اختيارنا نحن؟ أم أنه متوقف على مدى استعدادنا لتقبل مثل هذا الأمر؟ وبالتالي هي عوامل داخلية تدخل في شخصية كل فرد منا نحن المنتظرون!

أسئلة تطرح نفسها ونحن ننتظر الإمام “عج” لما يقارب الاثنا عشر قرنا من الزمن, ولا نعلم لماذا كل هذا الزمن والإمام “عج” غريب في غيبته, بعيد عن الأنظار.

رشا العيداوي _ العراق

[1] بحار الانوار4/118.

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *