الرئيسية / الرئيسية / أسرة / خطوات في طريق انشاء عائلة يتمتع افرادها بالعفاف
إمام المتقين 2014 863

خطوات في طريق انشاء عائلة يتمتع افرادها بالعفاف

الخطوة الاولى : اختيار الشريك العفيف

فلقد روي عن الامام ابي جَعْفَرٍ ع انه قال [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَ دِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ فَسادٌ كَبِيرٌ][1].

و عن الإمام الباقر عليه السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال : « من تزوّج امرأة لا يتزوّجها إلاّ لجمالها لم ير فيها ما يحب ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلاّ له وكله الله إليه . فعليكم بذات الدين [2]»

     …وبهذا ومن خلال الدقة في اختيار الشريك والحرص على اختيار الشريك المناسب المتمتع بصفات التدين والاخلاق الحسنة والكفو نكون قد وفقنا في تحصيل اسباب العفاف في الاسرة وبحسن الاختيار للشريك تكون الاسرة قد خطت الخطوة الاهم في المرحلة الاولى لتشكيلها مستندة على قاعدة راسخة قوامها التدين والاخلاق والتكافء ونتيجتها العفاف.ويتبقى مراعاة النقاط التالية في الخطوة التالية المتمثلة في ادراة الحياة المشتركة بين كل من الزوج والزوجة…

الخطوة الثانية : حسن العشرة بين الزوجين

بعد ان ينجح كل من قطبي الاسرة في ضمان السبب الاول لتشكيل الاسرة العفيفة عبر اختيار الشريك الكفو ؛تأتي الخطوة الثانية والتي تتمثل في الحفاظ على العفاف في الاسرة وتحصيل اسباب استدامته فيها من خلال حسن العشرة والادارة للحياة المشتركة؛

والدين الاسلامي يقدم في هذا المجال المنهاج الامثل لاجل ادارة الحياة المشتركة حيث يقدم مجموعة من التعاليم والوصايا والقوانين ؛وتتلخص ابرز هذه الوصايا والتعاليم بالتالي:

دور المرأة كزوجة في انشاء الاسرة العفيفة :

     على المراة ان تعي اهمية دورها في بناء الاسرة العفيفة فهي لها دورا كبيرا متمثلا في اسعاد زوجها وصونه عن الانحراف وذلك من خلال قيامها بواجباتها الاساسية تجاه زوجها في اسعاده واشباع احتياجاته البدنية والروحية لاجل خلق جو هادئ مليء بالمحبة والانسجام ؛

قال رَسُولُ اللَّهِ ص :[أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ نِسَائِكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبِرْنَا قَالَ إِنَّ مِنْ خَيْرِ نِسَائِكُمُ الْوَلُودَ الْوَدُودَ السَّتِيرَةَ الْعَفِيفَةَ الْعَزِيزَةَ فِي أَهْلِهَا الذَّلِيلَةَ مَعَ بَعْلِهَا الْمُتَبَرِّجَةَ مَعَ زَوْجِهَا الْحَصَانَ مَعَ غَيْرِهِ الَّتِي تَسْمَعُ قَوْلَهُ وَ تُطِيعُ أَمْرَهُ وَ إِذَا خَلَا بِهَا بَذَلَتْ لَهُ مَا أَرَادَ مِنْهَا وَ لَمْ تَبَذَّلْ لَهُ تَبَذُّلَ الرَّجُلِ][3] .

   وان اهم وظيفة لها في الزوجية هي الاهتمام بمظهرها والتزين لزوجها ذلك ان المراة عنوان للجمال والرقة وان الرجل عندما يتزوج المراة فانه يبحث عن الانس بها والسرور برؤيتها ؛ وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:[ إِنَّ مِنَ الْقِسْمِ الْمُصْلِحِ لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ تَكُونَ لَهُ الْمَرْأَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَ إِنْ غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ وَ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ][4] .

وعلى الزوجة ان تهتم بالطيب وان تحرص دوما على ان لا يشم منها زوجها الا كل رائحة عطرة ؛ ذلك ان […الطيب في المرأة مما يلفت نظر الزوج الى رغبت زوجته به والاشارة تكون احيانا ابلغ من التصريح[5]

وللنساء المؤمنات في بنت رسول الله فاطمة الزهراء خير اسوة وقدوة حيث روي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال : [فو الله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان[6]].

فالمرأة من خلال اهتمامها بنظافتها وجمال مظهرها ان تحمي زوجها من الانحراف والوقوع في امور تخالف شيمة العفاف.

دور الرجل في بناء الاسرة العفيفة

ان ما يجب معرفته هنا هو إن العفاف لا يخص المرأة، بل الرجل أيضاً يجب أن يتصف بهذا العفاف أيضاً[7]؛لذا فان على الرجل ايضا لأجل صون عفاف الأسرة ؛ وان أول وابرز صفة يجب على الزوج ان يمتاز بها في هذا المجال هي العفاف والغيرة ،اي عليه ان يكون غيورا على عرضه وعلى حدود الله واحكام شرع الله من خلال التزامه بالعفاف ،وان يبتعد بنفسه وزوجته عن كل ما يكدر نقاء العفاف او يلوث حجاب زوجته او ينتهك من قدرها وقيمتها ولقد ربطت الاحاديث الشريفة عفّة الرجل مع غيرته ، حيث ورد عن الامام علي ع انه قَالَ :[ دليل غيرة الرجل عفته [8]] .

وقال ايضا: [مَا زَنَى غَيُورٌ قَطّ [9]].

كما ورد الكثير من الروايات في مدح الرجل الغيور والحث على التحلي بصفة الغيرة ؛فقد ورد عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ[إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى غَيُورٌ يُحِبُّ كُلَّ غَيُورٍ وَ لِغَيْرَتِهِ حَرَّمَ‏ الْفَوَاحِشَ ظَاهِرَهَا وَ بَاطِنَهَا [10]] .

مع وجوب مراعاة ان تكون للغيرة حدد معقوله فلا يشطط بها صاحبها عن الحق الى الباطل فلقد روي عن النبي ص [ لا غيرة في الحلال][11] .

     والامر الاخر الذي على الزوج القيام به لاجل حفظ عفاف الاسرة هوان لا يكلف زوجته بما لا تطيقه ؛فعن امير المؤمنين ع [لَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنَ الْأَمْرِ مَا يُجَاوِزُ نَفْسَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ أَنْعَمُ لِحَالِهَا وَ أَرْخَى لِبَالِهَا وَ أَدْوَمُ لِجَمَالِهَا فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَ لَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ وَ لَا تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا وَ اغْضُضْ بَصَرَهَا بِسِتْرِكَ وَ اكْفُفْهَا بِحِجَابِكَ ..][12].

فعلى الزوج ان يتعامل مع زوجته كما يتعامل مع الريحانة الطرية فيخاف عليها ويصونها من خلال عدم تكليفها بامور ترهقها وتذيب انوثتها وتذهب ببهائها وجمالها كان يدفعها الى الاشتغال بالاعمال المرهقة لاجل تامين معاش الاسرة ، او دفعها الى الاسواق تزاحم الرجال تحت اي غرض او عذر ،فقد ورد عَنْ النبي محمد ص انه قَالَ : إِنَّمَا الْمَرْأَةُ لُعْبَةٌ مَنِ اتَّخَذَهَا فَلَا يُضَيِّعْهَا وعن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ َ صِيَانَةُ المَرْأَةِ أَنْعَمُ لِحَالِهَا وَ أَدْوَمُ لِجَمَالِهَا[13] .

     كما وعلى الرجل ان يسعى للحفاظ على العلاقة العاطفية والمودة بينهما وان لا يبخل عليها بكلمات المحبة والاطراء والاعجاب لان ذلك مما يشبع حاجاتها العاطفية ويبقيها في مأمن من مكامن ابليس وتربصاته فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص [قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً ][14] وفي ذلك تعميق لمشاعر الحب بعد الزواج والقضاء على فرص حصول البرودة العاطفية بين الزوجين نتيجة لروتين الحياة. ان لا يهمل مشاعر زوجته بل لابد من ابراز مشاعر الود والمحبة التي يكنها تجاهها.

1- الكليني،الكافي ج : 5 ص : 348.

[2] – المجلسي،بحارالأنوار ج : 100 ص : 235

[3] – من‏لايحضره‏الفقيه ج : 3 ص : 389

[4]– المجلسي،بحار الانوار: ج43، ص134.

[5] – انظر:نادية الحسيني،دليل العروس من الحب الى الزواج،ص184.

[6] – المصدر السابق،ج : 100 ص : 218

[7] مكانة المرأة في الإسلام السيد علي الخامنئي ص45.

[8]– مستدرك‏الوسائل ج : 14 ص : 332

[9] -عبد الواحد التميمي الامدي غررالحكم ص : 260

[10] – الكليني،الكافي ج : 5 ص : 536

[11] – الكليني،الكافي ج : 5 ص : 538

[12] – الاحسائي، ابن ابي جمهور،عوالي‏اللآلي ج : 3 ص : 312

[13]– الكافي ج : 5 ص : 510

[14] -‏ الحر العاملي،وسائل الشيعة ج : 20 ص : 24.

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *