الرئيسية / الرئيسية / أسرة / الإعلام المنحرف بين مؤيد ومعارض
44915591-0

الإعلام المنحرف بين مؤيد ومعارض

أُجريَت ندوة حول الإعلام المنحرف, ضمّت الندوة مجموعة من الفتيات المتميزات والمربية التربوية.

بدأت الندوة بأخذ وجهات نظر الفتيات أولاً.

الآراء طرحت بحرية كاملة, فقد عبّرَ الفتيات عن آراءهن بكل ثقة وحرية وترك لهن الوقت.

فبعضهن أيدن المشاهدة لسدّ وقت الفراغ, بحجة أن نكون على اطلاع فيما يجري حولنا, وبما أنه غير محرّم عدا لقطات الريبة إذن لماذا نمتنع.

والبعض الآخر وهنّ الأكثر رفض المشاهدة وقدّمن أدلة على تأثير الإعلام السلبي على المجتمع, كانت آراء قوية وأدلة مقنعة ومنها:

أولاً: قتل العفاف وإشاعة الفساد

إن الإعلام المنحرف أقوى الوسائل الهادفة إلى حرف المجتمع وله سلطة وتأثير قوي وهذا ثابت بالدليل, وما تقليد أغلب الفتيات وأغلب الفتيان وتقمّصهم لأدوار أبطال الأفلام والمسلسلات المنحرفة بالملابس المبتذلة والحب الخدّاع ثم الخيانة لبداية شروع علاقة جديدة مع صديق آخر إلا دليل ثابت على دور الإعلام السلبي في حرف المجتمع ووقوع الشباب في الفاحشة.

ثانياً: قتل الرحمة وزرع القسوة

إن قابلية الإعلام المنحرف على زرع القسوة مشهودة وأحياناً تؤدي إلى قتل شخص بريء , وهذا ما تنقله لنا أخبار الأنترنيت والصحف كما شوهد أن مجموعة من الشباب تقمصوا دور عصابة شاهدوها في إحدى المسلسلات ثم إن هذه العصابة تجبر الشبّان إلى الإنضمام معهم والذي يرفض يُضرب, فحدث أن شاباً لم يرغب بالإنضمام معهم فتوعدوه خلف المدرسة حيث لا يوجد أحد, ثم أخذوا يضربونه بالحجارة إلى أن مات.

ثالثاً: استهداف العقيدة وإضعافها

ويُقنّع ذلك بعدة أقنعة مزيّنة حتى لا تُعرف حقيقتة بسهولة . فقد تحدثت إحدى الفتيات عن أنها شاهدت ندوة تلفزيونية اختصت بالمسلسلات التاريخية التي تتلخص في المنقذ الذي يريد الإصلاح أو رجل الأسطورة العادلة , وصفاته أنه يخطئ وأنه يموت ولا يحقق الهدف , وتتعاقب الأجيال ويأتي حفيد المنقذ وأيضاً لا يمكنه تحقيق الهدف في إقامة دولة عادلة,وهكذا…

وأظن أن الصورة أصبحت واضحة, فهي خطة من الصهيوأمريكية العالمية تستهدف عقيدة المسلمين في إمامهم المهدي(عليه السلام).

هذا وإننا لم نتطرق لما هو صريح في كونه هادفاً لقتل الإيمان, باستهدافه لرموز الدين, وقادة الأمة لتشكيل المسلم بكل ما له علاقة بدينه وعقيدته.

وأهداف الإعلام المنحرف عديدة ومتشعبة لكن هذا الذي عرضناه هو ما طرحته فتياتنا الواعيات.

ثم قالت المربية: فتياتي الحبيبات.. ما الفائدة التي أجنيها من مشاهدة هذا الإعلام المنحرف؟ فإن كل إنسان على نفسه بصيرة , وإذا كانت لقطة الريبة هي المحرمة فقط فهل أنا قادرة على رؤية ما لا يعتبر ريبة فقط؟! وهل أستطيع أن أشخّصها من غيرها أم أني أخادع نفسي, وهل أن لقطة الريبة لحظة؟! أم أن لها آثاراً ونتائجاً؟! وكما نعرف فإن الشيطان لا يوقع بالمؤمن بضربة واحدة بل هو يزين له ويسهل له الخطوات إلى أن يضربه ضربة يوقعه بأثرها في الهاوية, إضافة إلى أن الإعلام المنحرف يسرق مني وقتي الثمين, وإن كانت غايتي الإحاطة فيمكنني أن أحيط من بعيد بدون مشاهدة, وإن كانت غايتي المتعة فإن المتعة الحقيقية هي التي تشعرني بالطمأنينة والتي تجعلني أشكر ربي حق الشكر. فهل أن مشاهدتي للإعلام المنحرف يحقق لي متعةً حقيقيةً؟! فلأسأل نفسي , وجوابها القطعي أن الإعلام المنحرف يجعلني تحت تأثيره منفعلة بما أرى , يهيجني بلقطة ويزعجني بأخرى.

إذن ما الغاية من مشاهدة الإعلام المنحرف إلا أن يحول بيني وبين سعادتي الحقيقية , السعادة التي تنشدها الفطرة , السعادة التي تطمئن بها الروح وتسكن عندها النفس, إنها لحظة شكري لخالقي وربي.. شكري لمن منحني الحياة ونعمه لا تُعَد ولا تُحصى.. شكري لمن منحني الفطرة والعقل هداني بالقرآن.. فلا غاية ولا أنس إلا بشعوري الحقيقي بالطمأنينة ولا طمأنينة إلا بذكر الله… ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

ماجدة سلمان حيدر- العراق

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *