الرئيسية / الرئيسية / أسرة / شبابنا على هاوية السقوط
images1N25EOJF

شبابنا على هاوية السقوط

إنّ الكثير من الشباب الذين ينجرفون إلى الإنحراف وما دونه من فعل المحرّمات وعدم الإلتزام بتعاليم الإسلام و يفعلون كل ما يحلو لهم وما هو مخالف للقيم الإسلامية و العادات والتقاليد، يتسترون عليه تحت غطاءٍ أسمه التطور.. فنلاحظ بعض الفتيات المسلمات في أغلب الدول الإسلامية وللأسف تترك الحجاب و الملابس المحتشمة و تلجأ إلى تقليد نجوم السينما و المشاهير و بذلك تعتبر نفسها في غاية التطور، لأنها تواكب العصر والموضة غافلة عن التطور الحقيقي الذي يكون من خلال إمتثال الأوامر الإلهية، مع مواكبة العلم الحديث و التقنيات العصرية، وهي بكامل حجابها الذي يوصلها إلى النجاح و يقيها من طمع المفترسين، بحيث يمكن لها أن تشقّ طريقها في المجتمع، و أن تواصل الحياة الخارجية من دون أي خدش أو مساس بحجابها و زييها المحتشم الذي هو سر شخصيتها و جمالها، كما من المؤسف أن إعتقاد هذه الفئة من الشباب بأن أي خروج عن الدين أو مخالفة القيم و العادات المتفقة مع الإسلام هو تطور في حد ذاته، و أن إرتداء الحجاب بالنسبة للفتاة يعيق مسيرتها إلى جانب الرجل، فإن مثل هذا الإعتقاد لا يدل على أنهم بعيدين كل البعد عن التطور، بل إنهم في حالة من الجهل المركب الذي هو أفضع درجات الجهل، حيث إنّهم يغطون في الجهالة و إرتكاب ماله الأثر الكبير في تحطيم ذاتهم و نفوسهم الشفافة التي سرعان ما تتلوّث و تصبح مكبلة بالآثام مما يؤثر في نضوج أفكارهم. هذا مع غض النظر عن الصراع الدائم مع الأسرة و الآباء الذين يبذلون الجهد المتواصل لتوعية أبنائهم و طرد الأوهام من رؤوسهم، حيث تعتقد هذه الفئة بأنها في منتهى التطوّر والحداثة ..

و إليكم ما يحدث.. فسرعان ما يبلغ الفرد سن المراهقة و إذا بغزوٍ من الأفكار المدمرة و المعتقدات الخاطئة التي تستحوذ على مخيلته، فيحدث الصراع بين المعتقدات في هذه المرحلة الحساسة التي تلعب دوراً مهماً في تكوين شخصية الشاب، فإن إستطاع الثبات و المقاومة و تحكيم العقل واللجوء إلى أصحاب العلم المؤمنين والإصغاء إلى نصائح الوالدين، فقد بنى حين ذاك قاعدة قوية و أساس راسخ لشخصية متكاملة تتبع تعاليم الإسلام بوعي تام بعيدٍ عن الأفكار الزائفة التي يصدّرها لنا الغرب، والتي تلقى ترحيباً واسعاً من الشباب الغافل الذي يعتقد أن إقتناء مثل هذه الأفكار و المعتقدات هي دليل على تحضره و تطور أفكاره في مقابل أفكار أبائه القديمة.

إنه لمن المؤسف حقاً أن يخدع هذا الجيل، وكما يقولون (جيل الستلايت والموبايل) بهذه التفاهات، وفي المقابل يستغني عن دينه و قيمه السامية التي تضمن للمجتمع التطور والنمو الحضاري و ترفع به إلى أعلى مستويات الرفاهية والأمان.

إذن هو إستسلام صريح أمام المخططات الغربية لتحطيم الإسلام بكل سهولة، وذلك بمساعدة المسلمين أنفسهم، حيث يشهد العالم الإسلامي اليوم ظهور فضائيات مسمومة تعلن الإسلام و تدعو لحل مشاكل الشباب و توعيتهم، لكنها في الوقت نفسه تبطن الحقد و العداوة للدين و بطريقة غير مباشرة تهدم كيان الشاب الإسلامي و تحاول تغييره إلى شاب مثقف بنظرها، مطلع على آخر أخبار الفن و آخر الأفلام و الأغاني الخلاعية الحديثة والسينما و أحدث قصات الشعر، بحيث يقضي عمره و شبابه في الجري وراء هذه الثقافة التي تجمّد عقله و نموه العلمي، فأي ثقافةٍ هذه و أي هاويةٍ لا يزال شبابنا المسلم يتساقط فيها ؟!!

في الواقع إن ما دفعني لكتابة هذه الكلمات المؤلمة هو حزني و أسفي المستمر منذ أن لفتت إنتباهي هذه الظواهر التي أصبحت أساس حياة بعض الناس و إحساسهم بالسعادة الواهمة، لذا أرجو من المؤمنين أن يعملوا جاهدين لمحاربة هذا الغزو الفكري، و توعية الشباب بما يتلائم مع أفكار مجتمعنا الإسلامي المحافظ …

  دعاء الحلّي ـ العراق

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *