الرئيسية / الرئيسية / مناسبات / إن في الدار فاطمة!!!
خلف الباب

إن في الدار فاطمة!!!

وقفت تلك الشابة المفجوعة بأبيها… بقامة محنية  وجسد نحيل…

ترقب ابن عمها بقلب وجل وفؤاد ملؤه الحنين…
فكل ما حولها مكروب..كئيب… حزين..
لقد أقبلت أيام هضمها وانقلاب أمة أبيها على حقها وعلى وصية والدها..
أخذت تلملم أطرافها استعدادا لما ستلاقيه من أمة والدها..

تهئ أطفالها لأيام لم يسبق لهم رؤيتها..

تحتضن حسنا تقبل حسينا.. تضم إلى صدرها زينب ابنتها.. تتلمس محسن الجنين بأنامل عطفها.
بينما هي كذلك.. وإذا بطرقات عنيفة على باب بيتها…
علي.. اخرج يا علي..
ألم تسمع بأن الناس قد بايعت خليفة لها غيرك…
اخرج فلا أمل بقى لك في أن تستعيد حقك..
هرعت السيدة الجليلة بقلبها المفجوع إلى الباب مسرعة.. رمت بكل قواها.._على ضعفها _على باب بيتها..
وعين منها على جنينها وأخرى تراقب بعلها.
أخذ الجنين بالرفرفة داخل أحشائها.. كأنه يناديها…
أماه.. دعيني أنا وانتبهي لخليفة رسول الله.. صبي انتباهك عليه حتى لا يأخذوه.. واتركيني أنا لمصيري المحتوم.. فلعلي أكون أول شهيد تقتله هذه الأمة بعد جدي رسول الله
رمقت السماء بطرفها وسلمت أمرها إلى بارئها
ضغطت بجسمها على باب دارها وتشبثت به بكل قواها..
ونادت القوم بنبرة الكاظم الأبي..

أن ارجعوا فإني أنا فاطمة…
أنا التي تعرفونها سيدة نساء العالمين.. أنا أم أبيها خير المرسلين .. أنا ريحانة النبي وبهجة قلب خير العالمين..
أبدا لا يحق لكم أن تدخلوا بيتي من غير إذني..
رجع القوم إلى أنفسهم كأنهم تذكروا أمرا عمدا  قد غيب عنهم.. يخاطبون ضمائرهم ويكلمون كبيرهم.. أن يا كبيرنا أن في الدار فاطمة!!!

فورا أجابهم بغلظته المعهودة..وإن…
وإن… ليقطع تردد القوم..
وإن.. والتهمت النار باب ذلك الدار..
وإن.. وعصرت خلف الباب سيدة نساء العالمين.. ورفس الباب ونبت المسمار في ضلعها… وإن وأسقط ذلك الجنين… واقتيد قسرا للبيعة أمير المؤمنين..

وإن… واتصلت تلك النار بنار أخرى في كربلاء..
والتحم خطاب وإن..بخطاب آخر شبيه له في أرض الطفوف.. أن اقتلوه وإن كان جنينا..
اقتله واقطع نزاع القوم..

نهى القطراني العراق

شاهد أيضاً

28_20090825_1076253507

ذو الجناح

لم تتعرض كتب المقاتل والتواريخ لبيان مصير الجواد ذي الجناح بصورة مفصلة، وغاية ما ورد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *