الرئيسية / الرئيسية / عقائد / إنه من مخزون العلم ومكنونه
فتح-خيبر

إنه من مخزون العلم ومكنونه

عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) لم صار أمير المؤمنين(عليه السلام) قسيم الجنة والنار؟

قال: لأن حبه إيمان وبغضه كفر, وإنما خلقت الجنة لأهل الإيمان وخلقت النار لأهل الكفر فهو قسيم الجنة, لهذه العلة فالجنة لا يدخلها إلا أهل محبته والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه.

قال: فقلت يا ابن رسول الله فالأنبياء والأوصياء(عليهم السلام) وأولياؤهم كانوا يحبونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه؟

قال : نعم

قلت: فكيف ذلك؟

قال: أما علمت أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله, ما يرجع حتى يفتح الله على يديه فدفع الراية إلى علي(عليه السلام) ففتح الله عز وجل على يديه؟

قلت: بلى.

قال: أما علمت أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لما أتى بالطائر المشوي قال: (اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإليّ, يأكل معي من هذا الطائر وعنى به علياً(عليه السلام)؟

قلت: بلى.

قال: فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟

فقلت له: لا.

قال: فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم لا يحبون حبيب الله وحبيب رسوله وأنبيائه(عليهم السلام)؟

قلت: لا.

قال: فقد ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع الملائكة وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب(عليه السلام) محبين وثبت أن أعداءهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبتهم مبغضين؟

قلت: نعم.

قال: فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الأولين والآخرين ولا يدخل النار إلا من أبغضه من الأولين والآخرين فهو إذن قسيم الجنة والنار.

قال المفضل بن عمر: فقلت له: يا ابن رسول الله فرجت عني فرج الله عنك فزدني مما علمك الله.

قال: سَل يا مفضل.

فقلت له: يا ابن رسول الله فعلي ابن أبي طالب(عليه السلام) يدخل محبه الجنة ومبغضه النار أو رضوان ومالك؟

فقالت: أما علمت أن الله تبارك وتعالى بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو روح إلى الأنبياء وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام.

قلت: بلى.

قال: أما علمت أنه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته واتباع أمره ووعدهم الجنة على ذلك وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار؟

قلت: بلى.

قال: أوليس النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ضامناً لما وعد وأوعد عن ربه عز وجل؟

قلت: بلى.

قال: أوليس علي بن أبي طالب(عليه السلام) خليفته وإمام أمته؟

قلت: بلى.

قال: أوليس رضوان ومالك من جملة الملائكة والمستغفرين لشيعته الناجين بمحبته؟

قلت: بلى.

قال: فعلي بن أبي طالب(عليه السلام) إذن قسيم الجنة والنار عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى.

يا مفضل خذ هذا فإنه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلا إلى أهله.

 معصومة الميالي – العراق

شاهد أيضاً

Doaa

ما الحكمة من البلاء؟

     البلاء والمصائب وغيرها من الشرور من الأمور التي نواجهها في حياتنا اليومية والتي تسئم …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *