الرئيسية / الرئيسية / أسرة / هل تمتلكُ مهارةَ التربية؟
11424

هل تمتلكُ مهارةَ التربية؟

المربي سواء أكان الأب أم الأم أم المعلم، هو المؤثر الأول في شخصية الأبناء, والمربي هو القدوة لمن يربيهم، وهو مدرسة الجيل، وإن كان المربي خيِّرا كان من يربيه مَثَله الذي يحتذي بأثره، لذا فإن المربي الناجح هو الذي تتوفر فيه صفات تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة، ومن أبرز هذه الصفات:

أولاً: الصفات العقلية

هناك صفات عقلية ينبغي للمربي أن يتمتع بها من قبيل:

  1. أن يكون على قدر من الذكاء الذي يساعده على التصرّف الحكيم، وحل المشكلات التي تصادفه خلال تربية وتعليم الأبناء، ويتضمن ذلك فهم العلاقات بين الأفكار والأشياء، كما يجب أن يكون سريع البديهة، حسن التصرف في المواقف المفاجئة.
  2. أن يتميز بدقة الملاحظة، حتى يُحسن متابعة الأبناء، وتقييم تقدمهم، واستغلال الفرص لمساعدتهم على النمو بشكل صحيح ومتكامل، وحتى يتخذ طرقاً تربوية تناسب احتياجاتهم.
  3. أن يكون لديه قدرة وقابلية لإدراك المفاهيم الأساسية في العلوم الدينية واللغوية والاجتماعية والعلمية.
  4. أن يكون قادراً على الابتكار والتجديد المستمر في الرأي والعمل.
  5. أن يكون قادراً على ربط المعلومات بالواقع.

ثانياً: الصفات النفسية والاجتماعية

 ومن الصفات النفسية والاجتماعية للمربي ما يلي:

  • أن يتمتع بدرجة عالية من الاتزان الانفعالي، وأن يساعد الأبناء على التعبير السوي عن انفعالاتهم[1]، وقد أثبت العلم أن المعلم – أو المربي- المستقر المطمئن نفسياً، عادة ما ينقل هذا الإحساس إلى الأطفال، بعكس المعلم – أو المربي- القلق المتشائم والمضطرب، فإنه عادة ما يوصل هذه المشاعر النفسية السيئة إلى الأطفال، مما يؤثر تأثيراً سلبياً على صحتهم النفسية.
  • أن يكون واسع الأفق، متنوع الآراء والخبرات والمعارف.
  • أن يتعامل مع الأبناء بعفوية وانفتاح وارتياح وهدوء وثقة بالنفس.
  • أن يميل إلى الابتكار والتجديد في الرأي والعمل.

  1. أن يتصف بالمرونة في النظرة للآخرين وفي تطبيق القوانين.
  2. أن يعيش دوره كمرب بإنسانية واضحة.
  3. أن يتقن مهارة الاستخدام المناسب للصوت – وتعبيرات الوجه – بحسب كل موقف.
  4. أن يعامل الأبناء كصديق وأخ، كما يتفهم حاجاتهم المتنوعة [4].
  5. أن يكون قادراً على الحكم على نفسه وعلى الآخرين بموضوعية.
  6. أن يكون حريصاً على التعلم والتطور المستمر[5]، وخاصة في الثقافة التربوية الواسعة.
  7. أن يكون محبًّا للأطفال، قادرًا على التعامل معهم بصبر وعطف، بحيث يعطي للطفل الفرصة للانتهاء مما يريد قوله أو فعله مهما احتاج من وقت.
  8. أن يكون غير قاس على الأطفال في تهذيب سلوكهم، ويحسن إثابة الطفل ومدحه على ما يأتي من أفعال حسنة.
  9. أن يتمتع بقدر من المرح والدعابة.
  10. أن يكون قادراً على إقامة علاقة جيدة مع الأطفال ومن حوله[6] .
  11. أن يكون قادراً على أن يحكم على الأشخاص حكماً عادلاً دون إطراء أو إجحاف.
  12. أن يكون قادرًا على التفاعل الجيد مع الأطفال، ومخاطبتهم على قدر عقولهم[7] .
  13. أن يدرك الفروق الفردية بين الأطفال، ويتقبلها على أنها أمر طبيعي، ولا يحاول أن يجعلهم صورة واحدة مماثلة.
  14. أن يدرك التصرفات التي يقصد منها الطفل بأنه يحتاج إلى المساعدة، وليس يقصد التمرد.
  15. أن يشجع تقدم الطفل دون تثبيطه أو إبطاء سرعته.
  16. أن يستطيع أن يضع نفسه في مكان الطفل فيرى ما يراه الطفل من أمر مشوق أو مثير[8].
  17. أن يكون حليماً صبوراً واسع الصدر يستطيع أن يضبط نفسه ويكظم غيظه، فلا يغضب لأتفه الأسباب[9] .
  18. أن يكون رقيق المعاملة مع الأطفال بعيداً عن العنف[10]، فإن الإمام الباقر”ع” يقول: “إن الله رفيق يحب الرفيق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف”[11].
  19. أن يعامل المتعلم – أو الطفل- على أنه إنسان له ذاتيته وحريته، فيكون محباً مقدِّراً متسامحاً قادراً على أن يكون قريباً ممن يربيه، وأن يستطيع أن يذيب ثلوج التباعد بينهما، ولا ينأى عن الشعور بتسلطه على من يربيه، ويحرص على التطور في تعلم المهارات[12] .
  20. أن يكون رحيماً بالطفل، فإن رسول الله| قال:”إن لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد…إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده..”[13].

ثالثاً: أن تتوفر فيه صفات القدوة

 لا شك بأن الاقتداء والتأسي بالآخرين من القوانين الفطرية والتربوية للإنسان, فيجب الحذر والانتباه إلى هذا القانون في التربية, وخاصة التربية العملية المتمثلة في المربي وذلك من خلال توفر هذه الشروط فيه:

  1. أن يحمل فكرًا نيِّراً مستقيماً، ويعرف كل فضائل الخير ومثالياته الحميدة.
  2. أن يكون داعيًا إلى المبادئ والفضائل والواجبات بعمله وخلقه قبل قوله، فيكون بعيداً عن الازدواجية.
  3. أن يكون ما يطالب به مشروعا شرعاً، وضمن طاقة الإنسان وقدرته.

4.أن يكون قادراً على التعليم والتدريب والقيادة والتوجيه، وبدافع الصدق والإخلاص لله تعالى[14].

الأستاذ جمال بري – لبنان

أخصائي نفسي – تربوي

  1. د.حامد عبد السلام زهران، علم نفس النمو، عالم الكتب 1995،ص88-90، ط05،القاهرة.
  2. د.هدى محمود الناشف، معلمة الروضة، ص 12-13-14، حورس للطباعة والنشر، القاهرة.

3 . وفيق صفوت مختار، المدرسة والمجتمع والتوافق النفسي للطفل، ص102، دار العلم و الثقافة، القاهرة.

  1. د.محمد زياد حمدان: أساليب التعامل مع الأبناء/التلاميذ، ص17-18، دار التربية الحديثة، عمان.
  2. د.ايمن ابو الروس، سنة أولى تدريس، ص12-13، دار الطلائع، القاهرة.

6 . د.هدى محمود الناشف، معلمة الروضة، ص14-15.

  1. زكي إبراهيم المنوفي، كيف تكون معلمما ناجحا، ص19، مكتبة العلم والإيمان ط1، مصر.
  2. رياض محمد عسكر: تربية الطفل ونفسيته، ص74، ب.ع،القاهرة.
  3. محمد عطية الأبراشي، التربية الاسلامية وفلاسفتها، ص130، دار الكتاب الحديث، الكويت.
  4. د.عفاف أحمد عويس، التعامل مع الأطفال علم فن موهبة، ص117، مكتبة الزهراء ط1، القاهرة.
  5. محمد الريشهرى، ميزان الحكمة، ص88،دار إحياء التراث العربي ط1، بيروت.
  6. د.سيد أحمد عثمان، الإثراء النفسي، ص350، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة.
  7. عبد الرؤوف المناووي، فيض القدير شرح الجامع الصغير ج2، ص509 .
  8. د.حامد عبد السلام زهران، التوجيه والإرشاد النفسي ط4، ص463، عالم الكتب، القاهرة

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …