الرئيسية / الرئيسية / أسرة / من غياهب الطامورات
الاختلاط

من غياهب الطامورات

أبي العزيز.. أبعدتك عني الأقدار لكن أناملك القوية بالصبر والإيمان من عقر غياهب الطامورات التي غيبك فيها طغاة الأرض. لم تنسني.. أتحفتني بنصائحك ومواعظك ما يكون لي نبراس حياة في صغري وكبري.. قررت أن أنشرها لكي تتم رسالتك وتمدد عبر الزمن لكل ولد يحتاج نصائح والده لكن غدر الزمن حرمه من حنان والده.. فرسالتك ليست لي فقط فأنت والد لجميع أبناء جيلي ومن تلانا ننهل منك الصبر والاستقامة والانضباط بالمنهج..

عزيزي القارئ أشركك كنزاً ورثته من أبٍ حنون صبور.. استفد منه وترحم عليه فإنه ليس بيننا الآن.. فقد أرهقته جبابرة الأرض حتى التحق بملكوت السماء..

اعلم يا ولدي..

إن الاختلاط الذي يجمع الجنسين تحت ظلّ الحرم الجامعي المقدس لا إشكال فيه إذا كان لغرض نهل العلوم الحياتية القائمة على أساس العلم من أجل العلم والتعلم ضمن ضوابط أخلاقية تحفظ كلا الجنسين كرامتهما وتصون شرفهما وشرف العلم وتزيد الحرم الجامعي وتغني الحضارة المعاصرة بما يرفع من المستوى الروحي لها.

أما إذا كان الاختلاط مبني على التبرقع بقشور المدنية والحضارة الغربية, فأخذ القشور ونبذ روح التقدّم الحضاري العلمي إذا كان الفساد والإفساد هو الغاية والهدف ففي ذلك إبعاد الروح الإنسانية بمكارمها العالية عن العلم وتجريد طلب العلم عن الأخلاق, فأقول لك يا ولدي إن الغرب غريب علينا بأخلاقه وعاداته وتقاليده والشرق شرق في ما عرف عنه من مكارم الأخلاق وروح الالتزام المنضبط بالمنهج الإلهي..

يا ولدي إني أدعوك لدراسة ما يأخذونه عن ديننا صدق منهج الإسلام في العمل والتعامل وانظر إلى ما نأخذ منهم من قشور مدنية مزيفة ماجنة سخيفة آسنة تحمل في طياتها وسائل الفساد والإفساد.

تطلّع يا ولدي الفرق بيننا وبينهم, أخذوا من الإسلام حسن القول وصدق العمل فكانوا بعلمنا ممن سبق وكنا بقشورهم ممن هلك, فتحت خيرات الإسلام لهم فتقدموا علمياً وعملياً, لأنهم أخذوا منا روحاً نحن أحوج منهم إليها, كانت إلينا, كانت لنا وفينا, فنبذناها وراء ظهورنا لنأخذ منهم ما يسقط في فخ الاختلاط الذي لا نستطيع الإفلات من شباكه المهلكة, لقد تجاوزنا حدود الإسراف في تقليد زخارفهم المظلة نحسبها تقدماً حضارياً وهم يحسبونها تخلفاً حضارياً..

إعداد مواهب الخطيب _ العراق

 

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …