الرئيسية / الرئيسية / بوارق عرفانية2
5228

بوارق عرفانية2

البارقة الثانية

اعلم يا أخ الطريق أن السير سيران مُلْكي(دنيوي) وملكوتي(معنوية) وكل منهما إما أن يكون متعارفاً أو غير متعارف
فأما الملكي(الدنيوي) فيتوقف على ثلاثة أمور:
– الشهوة و الغضب (الجالبة للمنافع والدافعة للمضار)
– القدمان
– النعلان
فالإنسان الذي يريد السير في عالم الدنيا سيراً متعارفاً لا بد من الإستفادة من جميع هذه الأمور.
وأما السير غير المتعارف:
– تارة بحيث لا يفيد فيه النعلان, بل يمنعان منه كسير هاربٍ من حيوان مفترس.

– وأخرى بحيث لا يفيد فيه النعلان ولا القدمان كالسير في البحر, بل يلتمس وسيلة أخرى للسير في البحر

– وثالثة بحيث لا يفيد فيه قوتا الغضب والشهوة ولا النعلان ولا القدمان, كسير العاشق الذي نسي نفعه وضره فهو هائم في معشوقه ذاهل عن نفسه, فإنه لا يستخدم الشهوة ولا الغضب, ولا يتقيد باستعمال القدمين والنعلين, بل يسير الى جانب معشوقه ولو زحفا!!
هذا تمام الكلام في السير الملكي

أما السير الملكوتي (المعنوي): فيتوقف على أمور ثلاثة:

– قوتي العقل والوهم(ادراك المعاني الكلية والجزئية)

– البرهان والاستدلال وهوبمنزلة رأس المال في التجارة المعنوية

– المعدات الظاهرية كالقلم والدفتر والمعلم والكتاب

فالإنسان الذي يريد السير في عالم الملكوت(المعنوي) سيراً متعارفاً لا بد من الإستفادة من جميع هذه الأمور

أما السير المعنوي غير المتعارف
– تارة بحيث لا تفيد فيه المعدات الظاهرية بل تمنع السالك عن السير في عالم الملكوت كما لو شعر بالاطمئنان عند قراءة:” الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد : 28]”
– وأخرى لا تفيد فيه المعدات الظاهرية ولا البرهان مثلا عند قراءة:” وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 115]
– وثالثة لا ينفع فيها شئ من هذه الأمور ولا يبقى إلا أن تستفيد من القلب وفقط!!
ومثال الحالة الثالثة…..!!!
أخا الإيمان..أخت الإيمان هلا تأملت في المقارنة اللطيفة المذكورة أعلاه (التي ما أظنك قد سمعت بها) ربما لاح لك شئٌ! وعلى كل حال لا تنس قوله تعالى:” إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى, وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى [طه :12- 13]
ألا تريد أن تكون موسى زمانك؟, كليم زمانك؟, صفي زمانك؟
إذاً سارع واختر نوع السير الملكي والملكوتي لك, والله حافظك في الدارين

إلهي ! فاجعلنا من الذين ترسخت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم
وأخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم
فهم إلى أوكار الأفكار يأوون
وفى رياض القرب والمكاشفة يرتعون
ومن حياض المحبة بكأس الملاطفة يكرعون . “مناجاة العارفين- الامام السجاد عليه السلام”

وإلى بارقة أخرى أستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله

بقلم السيد عدنان الحريري- سوريا

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …