عاشـقٌ على الرمـال
26 أبريل، 2015
منوعات
889 زيارة
ألقته أمواج البحر على الرمال, فغاص في وسطها.. والشمس تُلقي بأشعتها الحارقة على جثمانه الهامد.. علّه يصحى رويداً من غفلته, ولكن ضياء الشمس باء بالفشل فقد بقى سارحاً في غفوته…
يئست الشمس منه فدبّت نحو الرحيل دبيب النمل نحو مسكنه … أخذت تسير وتسير وأشعتها البيضاء قد صُبغت بحلةٍ حمراء.. فألقت قرصها الهادئ في ذلك البحر العظيم وتركته نائماً على الرمال ورحلت…
ودبَّ الظلام في أرجاء الوجود.. حاملاً معه رسالة العشق لكل العاشقين.. فراح يراود العاشق الذي أزدراه بحر العشق حتى أيقظه من سكرته ..
استقبل الظلام … ووقف شاكياً للقمـر … فسالت دموعه حتى اختلطت بمياه البحر .. وفتح الجرح الغائر في قلبه فتنهّد وتأوّه … وصرخ وشكى حتى ماعاد يفهم نجواه من شكواه … وصراخه من أنينه .. فقد حاكى الأبدية بأحرف خرساء … ونظر نحو اللانهاية بعيون جامدة حتى غاص في عُمق اللاشيء …
وصرخ مع أمواج البحر :
ربّاه رحماك قد ابتليتنا بداء العشق فأرسل لنا الطبيب… ربّاه رحمتك تأبى أن تتركنا جرحى بدون بلسم, ومرضى بغير طبيب فما دمتَ قد ابتليتنا بالعشق فابعث لنا المعشوق …
فأتاه الجواب من بين أجنحة الظلام :
أنا المعشوق …
فخرَّ صريعاً وراح مرة أخرى في سكرته يُناجي :
{ ربّي أرني أنظر إليك } … فأتاه الجواب نافذاً في عمق قلبه :
{ لن تراني } …
سكينة الربيعي _ العـراق
رائدات الهدى rhuda.com
