الرئيسية / الرئيسية / الحلقة الاولى :ضرورة طـرح المباحث المهدويّـة
IMG-20150305-WA0017

الحلقة الاولى :ضرورة طـرح المباحث المهدويّـة

  • هل المباحث المهدويّة عملية أم نظرية؟

2- هل البحث في مسائل المهدوية حاجة بشرية ومن متطلبات العصر ؟

3- ماهو التغيير الذي يطرأ على حياة الإنسان المسلم عند الإعتقاد بالمهدوية؟

 موضوع المصلح أو الموعود ليست فكرة أو نظرية ظهرت لمداراة المظلومين و لتسكين الآمهم .بل هي هوية شيعية والتي من خلال الآيات والروايات نستطيع الوصول إلى ضرورتها ..في هذا الصدد نذكر بشكل مختصر الأبعاد المختلفة لضرورة طرح المهدويّة:

1– البعد العقائدي :

((الاعتقاد)) هو أساس بنيان الحياة وهذا يعني إنّ كل ما يمارسه الإنسان في ميدان العمل يعود بلا شك وتردد إلى ذلك البنيان الأصلي ((الاعتقاد)) . فإذا كانت عقيدة الإنسان صحيحة ومحكمة فسوف لن يصاب بالزلل والتشكيك .

وإنّ أهم مايقوّم الاعتقاد هو المعرفـة . وبتحصيلها يمكن الوصول إلى هذه النتيجة ؛ إنّ الإمام المهدي -عج- هو امتداد لآبائه أئمة الهدى -ع- ,وهو خاتم الأوصياء وواسطة الفيض الإلهي وهو طريق معرفة المولى تعالى كما جاء في الروايات[ إن طريق معرفة الله تعالى وصفاته تكمن في معرفة أولياءه والأئمة الأطهار-عليهم السلام- فبهم يتجلى العرفان الإلهي وأسماءه وهم السبيل للوصول إلى الله سبحانه وتعالى .

نقلت الشيعة والسنة عن النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم – قال :فَمَنْ مَاتَ وَ لَمْ يَعْرِفْهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً بحارالأنوار ج : 23 ص : 90

ولكي نُوفق في معرفة الإمام أمِرنا بقراءة هذا الدعاء :[اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي]. الكافي ج : 1 ص : 338

ومع وجود كل هذه الآثار الا يجب علينا أن نجتهد في معرفة –عجل الله تعالى فرجه الشريف- وأبعاد وجوده المقدس ؟

2- البعد الإجتماعي :

منذ إن استقر البشر في الأرض , كان يأمل بحياةٍ اجتماعية سعيدة فإذا كان تحقق ما يتمناه معدوما فلن يخطر في باله أمنية كهذه أبداً. كما اذا لم يكن طعام وماء فلا يكون هناك معنى لمفهوم الجوع والعطش .

(( المهدويّة )) فكرة لها آثار اجتماعية عديدة أهمّها محـو اليأس من جسد الأمة .

المهدويّة تعني الأمـل بمستقبل مشرق وأنها رسالة لجميع المظلومين في العالم , وانّ اليوم الذي يأتي فيه ذلك المصلح عندها سيحقق لهم ما يأملون به.

المسلم يعي بأن النظام الاجتماعي الوحيد الذي يحقق جميع متطلباته ورغباته المشروعة هو النظام الذي يقوم على أساس الحق والعدالة وهو النظام الإسلامي الذي يكتمل في عصر ظهور المنتظر -عجّل الله تعالى فرجه الشريف- , وهذا ما يبعث الأمل والنشاط والحيوية .. وهذا ما صرّح به بعض المستشرقين كالفيلسوف الألماني ماربين حيث قال: (( من جملة المسائل الاجتماعية المهمّة الباعثة للأمل و الاستقامة هو الاعتقاد بحجة العصر وانتظار ظهوره )).

إذن الاعتقاد بوجوده المقدّس يحي الأمل في قلب الإنسان الذي يعتقد بظهوره ولازال يحمل هذا الاعتقاد فلن يصاب باليأس لأنه يعلم بوجود نهاية مشرقه وحتميّة ,يسعى للوصول إليها ولا ينهار أمام إعصار المصائب والبلايا التي تضربه .

 

3-البعد السياسي :

شهد التاريخ إنهيار جهات وحكومات مختلفة في العالم. وبالأخص شاهدنا في السنين الأخيرة كيف ان الأفكار الليبرالية الديمقراطية الغربية والشيوعية غلبت العالم وأخذت تهدد بالسلاح النووي وهذا أوضح دليل على ان فساد فكرها وأيديولوجياتها ولا يمكن أن يتخذ منهجاً صالحاً .

هاتان الفكرتان قد سيطرتا على العالم السياسي المعاصر و لكنّ شاهدنا كيف انهارت أحدهما في ما مضى والأخرى اليوم في طريقها إلى الفشل والسقوط لأننا ببساطة نستطيع أن نطّلـع على الثغرات والمشاكل الموجودة في الأفكار الليبرالية الديمقراطية وما حصل فيها من الأزمـات الأخلاقية والنفسية والتكنولوجية و…

وهذا ما يشير إلى أن هذه الإمبراطورية في مسيرها لخسارة فادحة وكبرى..

إذن ماذا يفعل هذا الإنسان الحائر بعد ما شاهد فشل الأنظمة السائدة وما تحملها من شعارات فارغة قد خدعت بها الأمة ؟

اليوم البشر متعطشة لنظام وطرح جديد في ميدان السياسة العالمية وما يروي ظمأها هو نظام المدينة المهدوية الفاضلة فقط .

النظرية المهدوية هي نظرية طُرحت لتسود العالم لأنها النظرية الوحيدة التي تسد إحتياجات البشر اليوم .

4- البُعد التأريخي :

قضية المهدويّة هي امتداد لخط الإمامـة والنبوة والخاتمية لذلك بدأت في مرحلة حساسة من التأريخ ومازالت مستمرة حتى اليوم وستستمر إلى آخر لحظة من حياة البشر فعلى ذلك (الإمامة) من إمامة الإمام علي -عليه السلام- حتى إمامة الإمام المهدي-عجل الله تعالى فرجه الشريف- و رد فعل المسلمين تجاه الإمامة بشكل أعم والمهدوية بشكل أخص والحوادث التاريخية تُعدّ من المواضيع المهمة والحساسة في التأريخ الإسلامي .

قضية المهدوية قد طرحت على مر التاريخ وكتب الفريقين الشيعة والسنة ملیئة ببشارات النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلم – بقدوم مهدي المنتظر -عجل الله تعالى فرجه الشريف- الملفت للنظر في هذه القضية انّ كثيراً من الحركات الإصلاحية في الماضي والحاضر قد تأثرت بالفكر المهدوي ك(الفاطميين في مصر وحركة مهدي السوداني في السودان و…) الحركات الإصلاحية ذات تأثير كبير في المجتمعات الإسلامية بصورة جعلت بعض المتآمرين أن يدّعوا المهدوية ويستعملوا المفردات المهدوية ليصرفوا أنظار الناس إليهم .

5- البُعد الثقافي :

من أهم وظائف المسلمين هو السعي إلى نشر ثقافة المهدوية والصد مما يمنع أو يؤخر ظهوره –عج- والعمل في هذا المجال يدور على 3 محاور :

  • فهم إستراتيجية الإنتظار إعداد القوى وتطويرها لتحقيق الظهور.
  •  تحديد الضرر كتحديد نقاط الضعف ثم السعي إلى حلّها .
  • تحديد الأعداء فان أعداء الإسلام تستخدم أي حربة لإيقاف تطور نظرية المهدوية والمنع من التفكير فيها

ولابد لنا من التعرف الصحيح على مباحث المهدوية حتى نستطيع أن نقف أمام التشويهات والتحريفات التي تقوم بها أعداء الأمة .

 والحمد لله ربّ العالمين

 من کتاب نگین آفرینش – بتصرف

زهراء الميالي- العراق

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …

تعليق واحد

  1. احسنت یا اختی علی هذا البحث الجمیل. اتمنی لک التوفیق
    انی اتصل معاک من ایران المقتدر وانشاء الله معاکم سنمهد للمهدی دولته.
    لو تقدمی لنا الحقلة الثانیة ایضا …..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *