الرئيسية / الرئيسية / لك سيدي يا محمّد”ص”…
adnan-ibrahim-rotana

لك سيدي يا محمّد”ص”…

 

اليُتم.. ثلاثة حروف تضم بين منكبيها أشد أنواع القسوة والآلام.. فالأيتام هم أضعف فئات المجتمع وأكثرها حزناً ودموعاً وهم رموز الفقر والتشرّد والضياع.. هذا ما تعارفنا عليه ورأيناه حاضراً في كل مكان وزمان, ولكن ماذا عمن ولد يتيماً فأشعل الدنيا نوراً وضياءً؟؟.. ثم ماذا عن أخلاقه الحميدة التي غطى بنورها جهل عقولنا وضآلة نفوسنا؟!..

ولد يتيم الأب.. وبعدها كان حاضراً في مراسيم تشييع والدته.. ثم أصبح جده المتوفى الثالث من عائلته.. ليكون عمه المتكفّل الوحيد به… كم هي قاسية تلك الظروف التي مرّ بها هذا الطفل الصغير!.. عاش يتيماً ووجد أمته يتيمة أيضاً فصار أباً شفيقاً لها.. لكنه كان قوياً شجاعاً منذ نعومة أظفاره.. تحلّى بالصبر الجميل وتميّز بأعلى درجات الرحمة والرأفة والعطف.. كيف لا وهو محمد المصطفى”ص”.. الصادق الأمين.. الذي أختاره الله تعالى ليجابه الكفر والظلم الذي كان يطغى على المجتمع آنذاك.. حمل القرآن بقلبٍ صافٍ.. وروحٍ راقية.. و راح يرشد الناس بتعاليمه مطبقها حرفاً بحرف.. فكان بحقٍ خير قدوة للناس أجمعين إذ قال تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظيمٍ}[1].. حرّر العبيد وقدّم لهم العون والمساعدة.. أرشد الناس إلى الصواب غير مبالٍ بجزاءٍ ولو كان شتماً أو ضرباً أو إهانة!!

محمد”ص”.. خاتم الأنبياء والمرسلين.. المبشّر بدين الله وقرآنه المبين.. تحمّل من الصاعب ما لا تطيقه الجبال بعظمتها ليعلمنا أسمى معاني الصدق والخلق الكريم.. كان محبباً لدى الجميع.. الكبار منهم والصغار.. يتعامل معهم بكل ما أوتي من رحمة وحنان.. كيف لا وهو القائل عنه تعالى {وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ}[2].. فما أعظم رحمة الله تعالى بعباده! إذ بعث لنا محمداً صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله رحيماً بنا في الدنيا.. وشفيعاً لنا في الآخرة..

محمد.. يا شعلة نور الحق التي لن يطفأ وهجها على مرّ العصور والأزمان.. ماذا عساني أن أقول في شخصك المبارك سيدي؟.. ما من كلمة أراها تليق بمقامك..

يا شفيعنا يوم الحساب.. أمتك لحق بها الأذى والضرر الشديد.. حين أضاعت الكثير من أخلاقك وتعاليم أهل بيتك الأطهار”ع”.. وكتابك القرآن قد فسّرته أيادٍ بما يحلو لها.. وسنّتك الشريفة قد ضاعت.. تهنا يا مولاي بين دروب الضلالة والخداع, فعلقت بأذهاننا ومعتقداتنا شوائب الظلم والعدوان.. ما من ناصر سواك سيدي.. وما من معين لنا غيرك وآلك صلوات الله عليهم أجمعين إلى يوم الدين..

فصلى عليك إله العرش ما نبضت فينا العروق.. وما امتدت بنا الأيام..

بقلم فاطمة الحسني_ العراق

طالبة في الصف الخامس الإعدادي

[1] . سورة القلم, الآية 4.

[2] . سورة الأنبياء, الآية 107.

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …