الرئيسية / الرئيسية / إن تنصروا الله ينصرکم ويثبّت أقدامکم…
Islamic-Awakening

إن تنصروا الله ينصرکم ويثبّت أقدامکم…

عبارة قرآنية ترددت بين القلوب والحناجر علی مدی قرون من الزمن, ولطالما عاش المسلمون الأوائل تطبيقاتها وطووا علی أضوائها مراحل خطيرة, وتجاوزوا تحديات کبيرة ..

والشعوب الإسلامية اليوم تعيش في مرحلة إن لم تضاهي تلک المراحل المهمة التي طواها الأوائل, فإنها ليست بأقل خطورة منها, بل قد تکون الأمة الإسلامية تعيش اليوم مرحلة مصيرية, وأيام مشهودة تحدد مسار الإسلام في قابل الأيام وتظهر نتاج الأوائل من القادة المسلمين وتضحياتهم.

فالشعوب الإسلامية تعيش في هذه الأيام منعطفاً تأريخياً يحتم علی الأمة تحديد خياراتها, فإما النهوض بالإسلام والانطلاق به لفتح البشرية وتحقيق الوعد الإلهي بخلافة المستضعفين للأرض, أو_لا سمح الله_ انتهاء الإسلام واندثار مبادئه… وتبرز في مثل هذه المرحلة أهمية الإرادة والعزم والتصميم, فالمرحلة اليوم هي مرحلة صراع الإرادات واختبار الصمود والثبات.

ولعل التحديات الضخمة التي تواجهها شعوب الصحوة هي التي تفرض الاستراتيجيات التي يجب عليها اعتمادها فی توجيه مسار صحوتهم.

فالتدخلات الغربية الأمريکية العلنية من جهة, والخيانات الداخلية من جهة أخری, يشکلان طرفي کماشة تحيط بالصحوة وتريد الانقضاض عليها … هذا مما يستدعي من الشعوب إبداء جدية أکبر في التفاني من أجل الحفاظ علی مکتسبات الصحوات.

فهل ياتری سوف تتمکن هذه الشعوب من تجاوز هذه المحن وطي هذه المرحلة بنجاح؟

يأتی الجواب من الآية الکريمة الآنفة الذکر… {إن تنصروا الله ينصرکم ويثبت أقدامکم} …

ولقد عشنا بحمد الله تطبيقات هذه الآية وتنسمنا عبير برکاتها, وهذا بالضبط ما شاهدناه ونشاهده في ثورة الشعب الموالي المسلم في إيران والذي وبمجرد تبنيه لإطار الولاية في دولته وإعلانه الإسلام في

جمهوريته, دخل في مجموعة غير متناهية من التحديات, والتي نقلته من مرحلة العالم الثالث التابع للعالم الأول إلی علم مستقل قائم بذاته, يمثل أنموذجا للشعوب المتحررة والمنتفضة بوجه النظام العالمي المتسلط علی رقاب البشرية ..

وليس يخفی علی القارئ الکريم حجم ونوعية التحديات التي واجهتها هذه الجمهورية الفتية, فمن حصار إلی حصار, ومن حرب إلی حرب, ومن فتنة إلی فتنة تنوعت وتلونت إلا أنها لم تزد هذا الشعب إلا صمودا وتألقا ونجاحا, وإذا بهذه التحديات لم تثمر إلا عن نجاحات وانتصارات. وإذا بالحصار الاقتصادي وببرکة القيادة الحکيمة و حسن إدارة المرحلة يتحول إلی نهوض اقتصادي واکتفاء ذاتي

وتألق في الإنتاج المحلي, وإذا بالحروب تثمر عن قوة وهيبة لا تضاهی في المنطقة, بحيث أصبحت أعتی الدول وأشدها طغيانا تتردد ألف مرة ومرة قبل أن تفکر في التجرئ والاعتداء علی هذا الشعب وثورته الإسلامية. وإذا بهذا البلد الذي کان يمثل أکبر الحلفاء للکيان الصهيوني في عهد الملک المقبور يتحول إلی أشد أعداء أمريکا وإسرائيل…وفي ظل کل هذه الإنجازات والانتصارات يحق للشعوب الإسلامية أن تشراب منها الأعناق وتوجه أنظارها إلى السر الذي تسبب بهذا النجاح …

وعندما نعود إلی هذا الشعب لنسأله, نجد الجواب جليا وواضحا في مسيره ونظامه الذي يتلخص في

کلمتين هما «ولاية الفقيه» التي هي أحد تطبيقات حکومة الله في الأرض, والتي ستتحقق قريبا علی يد منجي هذه الأمة إن شاء الله.

بقلم نهى القطراني _ العراق

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …