الرئيسية / الرئيسية / المغول على ستار السينما الأمريكية
mongol-the-rise-of-genghis-khan-800-75-Optimized

المغول على ستار السينما الأمريكية

يصرف الكثير من الناس الساعات من عمرهم لأجل مشاهدة الأفلام السينمائية, ولذا يعتقد البعض أنه لا بد أن تحتوي هذه الأفلام على مفاهيم وغايات, وذلك لأن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيهية فحسب, بل هي من العوامل التي تترك أثرها الثقافي على ذهن وشخصية المخاطب.
ومن هذا المنطلق يعدّون للسينما صفاتٍ أربع هي : فن, حرفة, تجارة, وإعلام؛ وإن كان الإعلام هو أهم صفة للسينما؛ ولقد تفوقت السينما الأمريكية في هذه الأبعاد الأربعة, ولذا فإنها باتت تشغل النسبة العليا في جذب المخاطب.
ومع الأسف الشديد إن العالم بأجمعه وبالخصوص العالم الشرقي يغترّ وينجذب كثيراً إلى الثقافة الغربية ويترك ثقافته الأصيلة؛ وفي المقابل نجد أن الهمّ الأعلى والمهم للسينما الأمريكية هو بيع وتصدير ثقافتها إلى الشعوب ومن ثم الحصول على الأرباح التجارية من خلال عرض الأسلحة المتطورة والسيارات وغيرها من الأمور في الأفلام, ولذا تعتبر الأفلام الهاليودية هي أهم مروّج لطريقة الحياة الأمريكية. فمن أين بدأت السينما الأمريكية يا ترى وما هو تاريخها؟
يبين لنا الكاتب الأمريكي (نيل جابلر) تاريخ السينما الأمريكية ويقول بأن ما يُدرّس في الجامعات الفنية اليوم عن تاريخ السينما الأمريكية إنما هو تاريخ كبار السينما الأمريكية لا تاريخ نشوءها وما جاءت به الإمبراطورية الهاليودية في السينما والبرامج, ولم يذكر أحد كيف عُزل المؤسس للسينما الأمريكية بواسطة ثورة ثقافية قام بها اليهود المهاجرون والذين سمّوا أنفسهم بـ (المغول) ليصبحوا هم الإمبراطور في السينما ويصلوا بذلك إلى هدفهم المنشود, ألا وهو نشر الثقافة الهاليودية من خلال ستار السينما إلى أوساط المجتمعات في العالم.
نعم لقد سمّى هؤلاء القوم أنفسهم بالمغول, وكانوا يفتخرون بهذا الاسم لسنين عديدة, فمن هم يا ترى أولئك المغول؟

من هم المغول؟
المغول هم مجموعة من اليهود المهاجرين من أوربا الشرقية (روسيا, مجرستان, ألمانيا الشرقية) في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلى أمريكا وكان أغلبهم من الأطفال الذين هاجروا مع أهلهم الفقراء لأجل العمل وكسب المال.
وكان قد انقسم هؤلاء القوم من قبل إلى ثلاث فرق؛ ففرقة كانت ذات تعصب ديني, وبدأت بتخطيطها للهجرة إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر إلى نصف القرن العشرين واعتبارها مقصداً لهجرة المجاميع من اليهود.
وأما الفرقة الثانية فقد كان طموحها كسب المال والوصول إلى الآفاق الشخصية؛ ولذا اتخذوا أمريكا مقصداً وهدفا للهجرة. وكانت أمريكا بالنسبة لهم هو ذلك المكان الذي يستطيعون من خلاله إدارة العالم والسيطرة على الناس والتحكم بأمورهم وشؤونهم. والفرقة الثالثة هم الذين بقوا في أوربا الشرقية.
وبحثنا الآن يدور حول الفرقة الثانية من اليهود الذين هاجروا إلى أمريكا ووضعوا أقدامهم هناك ليقوموا بأدنى و الإعمال وأقبحها في سبيل الحصول على المال والأهداف التي تدور في خيالهم.
وكان من الصعب على هؤلاء الضيوف الغرباء أن يختلطوا بالمجتمع الأمريكي, لذا فإنهم اتخذوا أماكن معينة لهم أمثال نيويورك وشيكاغو ومن هناک بدئوا بتحقيق أحلامهم.
لماذا عرفوا باسم المغول؟
لقد أطلق المجتمع اسم (المغول) على هذه الفئة المهاجرة وذلك لامتلاكهم بعض الصفات.
وبما أنهم لم يتمكنوا من الانسجام مع حضارة الأمركيين من جانب, ومن جانب آخر كانوا محتقرين من قبيل الشعب الأمريكي, لذلك قاموا بتأسيس حضارة لهم واتخذوا الأحياء التي يسكنوها في نيويورك وشيكاكو مجتمعاً يهودياً صغيراً واتخذوا شخصية المهاجم لتلك الأرض, وكان هدفهم توسعة تلك الأحياء اليهودية ونشر أفكارهم وقيمهم عن أي طريق كان وتبديلها بأحلام الشعب الأمريكي, واختاروا لذلك طريق الإعلام والسينما.
لذلك لقبوا بـ(المغول) أو (المهاجمين) أو بتعبير آخر (الفاتحين), وذلك لأنهم هجموا على الحضارة الأمريكية وغيروها, والسبب الآخر لشدة قسوتهم كما كان المغول في السابق معروفين بالقسوة والخشونة وعدم الرحمة.
لماذا أحبّ اليهود هذا اللقب؟
كانت كلمة (المغول) في الثقافة الأمريكية آنذاك تعني: (السيد),(الكبير),(الوالي),(السلطان بل منازع),
(الإمبراطور) وهذه هي الأسماء والألقاب التي يلتذّ اليهود بسماعها والاتصاف بها.
هل استطاع المغول أن يوجدوا حضارة في أمريكا؟
على الرغم من أن المغول قد استطاعوا أن يؤسسوا الأمبراطورية الإعلامية في أمريكا, إلا أنهم لم يتوفقوا لإيجاد حضارتهم المنشودة رغم كل المساعي التي بذلوها للوصول إلى هذا الهدف, فكثيرا ما ووجهوا بالإحباط والانكسار, وإن ما قدّموه من عملٍ ونشاطٍ في السينما والإعلام لم ولا يكون حضارة أبداً, وإنما هو عبارة عن أحلامٍ ملهية ومخدرة. لأن تغيير القيم لا يعني صنع حضارةٍ أبداً, بل بالعكس إنما هو تخريب الحضارة, ولذا نرى الأفلام الهاليودية كثيراً ما تسعى لتحقير الحضارات الأخرى أمثال حضارة الصين, الهند, إيران, مصر, أمريكا اللاتينية, أفريقيا أو غيرها؛ وتتوسل بالوقت نفسه بحضارة اليونان وتكرّم أساطيرها من حكايات الجن والموسيقى والغناء والشهوة وشرب الخمر وغير ذلك من الأمور, لأنها تجد فيها ما يتناغم مع هدفها المنشود ناسيةً أو متجاهلةً ما في الحضارة اليونانية من علمٍ وفلسفةٍ وفنٍ و…, وألقت همّها الوحيد في:
1.تكريم الشخصيات الأسطورية وتعظيمها وتقديمها للمخاطبين بعنوان نجوم خالدة لا تضمحلّ أبداً, في حين أن تلك الشخصيات عبارة عن شخصيات مستهجنة غارقة بالفساد والفضيحة.
2.تعريف تلك الشخصيات بأنها مقدسة ومنزّهة من الأخطاء والمعاصي, وإن تلك الانحرافات الأخلاقية كانت جائزة ومسوغة لهم.
يذكر الكاتب الأمريكي (نيل جاربر) بأن مغول الهاليود مع أنهم من اليهود الأصيلين والذين يدّعون الإيمان والتمسّك بالشريعة ظاهراً, إلا أنهم يقدسون تلك الشخصيات المنحرفة, بل ويرتكبون الكثير من الكبائر والفجور في خلواتهم ويسوغها لأنفسهم بحجة أنهم مغول هذه الأمة وأنهم مخلدون ومقدسون.

أغلب المغول أميّون
إن أغلب مغول الهاليود أميّون لكنهم كانوا يملكون الكثير من الخبراء تحت خدمتهم, وبالرغم من أنهم غير ملتزمين ولا مبالين بالدين والتدين إلا أنهم لم ينقطعوا عن أساطير التوراة. ولم يكونوا دائماً هم الذين يقومون بتأليف القصص بأنفسهم, بل يكتفوا أحياناً ببناء وتنظيم الفكرة والأساس ويتركوا المسير والمسؤولية للخبراء الذين تحت خدمتهم.
هكذا توفّق المغول في مشروعهم الإعلامي رغم كل مخالفيهم وأصبح القانون تحت خدمتهم, ولم نرَ أحدا طوال تلك السنوات يقوم بردّهم أو يعترض على عملهم, وهذا إن دلّ على شيء إنما يدلّ على وجود من يموّلهم ويحميهم خلف الستائر الأمريكية.
وأخيراً, ما هي أهمية التطرق لهذه المسألة؟
إن السينما لها ارتباط عميق بأفكار المجتمع ولذا تستطيع أن تؤثر على سلوك حياته وحركاته, ومن هذا المنطلق استفاد أصحب القدرة من نفوذ هذا الإعلام المهم وسخّروه لأجل أهدافهم, فبثّوا فيه ما هو ضد القيم الأخلاقية الأصيلة, فيجب الأخذ بنظر الاعتبار هذا الأمر الخطير وعدم المرور منه مرّ الكرام؛ فإن الكثير يرغب في الأفلام السينمائية الأمريكية وذلك لما تمتلكه من الظاهر الجذّاب للمخاطب, من قبيل الهيجان وعرض الأسلحة المتطورة والوسائل النقلية الفاخرة ومن ثم الأمور العاطفية و…, لكن هذه نظرة سطحية عابرة, إنما السينما الأمريكية عبارة عن أفكار هاليودية يهودية, وهذا ما أثبته تاريخ السينما الأمريكية.

رسل الشوكي – العراق

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …