الرئيسية / الرئيسية / رحلتي إلى بلدي
untitled

رحلتي إلى بلدي

أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

     يسعدني أن أحدثكم عما ارتسم في مخيلتي من صور بهية خلابة لعراقنا الحبيب خلال رحلتي إليه ما جعلني أغير انطباعي ورؤيتي اتجاهه من السلب إلى الإيجاب وزادني تحمساً له وتعلقاً به.

       فعندما أعلن اتحاد الجامعيين العراقيين في المهجر, رحلة سياحية علمية إلى العراق, ازدادت جمرة حنيني اضطراما، فكنت أحرص كل الحرص على أن أكون من زمرة الراحلين إليه، فقضت مشيئة الله أن تتحقق أمنيتي، فذهبت مع زملائي الطلبة وقضينا في حضن العراق الدافئ أحلى الأوقات، وكانت لنا لقاءات مع بعض الشخصيات السياسية التي استقبلتنا بحفاوة ورحابة صدر وأزالوا الحواجز المقامية بيننا وفسحوا لنا المجال أن نعبر لهم عن المعاناة الدراسية التي كنا ولازلنا نعيشها بسبب هجرتنا وابتعادنا عن الوطن، فكانت هذه اللقاءات مثمرة.

     كما كانت لنا جولات عديدة, رأينا خلالها بأم أعيننا وعن كثب كثرة الأيادي العاملة التي تعمل من أجل تطور العراق وبنائه وتحقيق الأمان فيه وإنجاز المشاريع، وكانت لنا جولة حول المكتبات, فوجدتها ثرية خصبة علمياً في شتى مجالات العلوم، وكان للدين حضاً وافراً فيها، حيث تحتوي على كتب قيمة لكبار رجال الدين والأعلام ومشاهير الأدباء العراقيين.

   وكانت جولتنا الأخيرة في مدينة بابل, حيث شاهدنا في هذه المدينة العريقة ما جادت به قرائح السومريين منذ أقدم العصور, من جمال خلاب, وفنون جميلة, وزخرفة باهرة, ومعالم أثرية. ولا غرو إن قلنا إن العراق أرض الحضارات ومهد الرسالات ومنطلقها.

       نعم، إن العراق ليس كما يتصوره البعض منا، فقد غدى يقتحم التخلّف الذي ساده لفترة طويلة, وصار يسير في طرق الإصلاح والتقدم العمراني والزراعي والتقني والأمني والثقافي. حقاً إني أرى مظاهر الجمال اللافت في كل رحلة من رحلاتي. فتعالوا يا أحبتي لنرفع العراق لواءاً على أكتافنا, ونساهم في ازدهاره وبنائه. تعالوا لنضمد جرحه قبل أن ينزف ثانية, ولنكفكف دموعه ونرسم على شفتيه البسمة, ولنكوّن مجده بأيدينا, تعالوا لنعيش نشوة العيش في أحضان عراقنا الحبيب.

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …