الرئيسية / الرئيسية / قطوفٌ يانعة
shahid

قطوفٌ يانعة

عندما نذكر الشهداء نطأطيءُ خجلاً..

نتيهُ في عرصات الجودِ والكرم..

وعندما نقرأ وصاياهم نشهدُ ارتباطهم بعالم الأنس الملكوتي..

عندما تقرأ وصاياهم يفتحون لنا نوافذ من رحمة الله..

نستنشق منها النسيم العليل.. نسيماً يداعب أغصان سدرة المنتهى..

رجالٌ عَبَروا المستحيل على سُرُج الشهامة والإباء..

يحملون بنادق الكفاح ويرفعون بيارق النصر.. ليُحييوا دين الله في أرضه, امتطوا صهوة الزمان فأجادوا صنع الحياة..

وصلوا ساحل الأمان على ضفاف الوصال والخلود..

فلتكن لنا وقفة مع عبارات قصيرة نقتطفها من وصاياهم المعطاء لنتخذها نهجاً نسير به درب الخلود..

الشهيد صلاح غندور:

لقد عاهدت نفسي على أن لا أواجه الله وسيدي أبا عبد الله إلا مقطع الأوصال والأشلاء بدون رأس ولا يدين حتى يكون لي قدم صدق عند مليك مقتدر, وأن يثبت لي قدم صدق مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام..

السلام عليكَ يا والدي العزيز إني متأسف وخجل منكَ على عدم إخباركَ عند توجهي لعملي الاخير, فأرجو منكَ المسامحة على ذلك وعلى أي سوء بدر مني..

الشهيد عبد الطيف جادر جودة:

رباه إني خجل أن أكتب وأنا غارق بالذنوب..

إلهي قد وفقتني أن أسلكَ هذا الطريق, طريق الحسين إنها نعمة عظيمة لا استطيع أن أشكرك جزءً منها.. رباه فأخلص لك نياتي ولا تزل قدمي بعد أن هديتني, وارزقني رضاك ومغفرتك..

وليكن يوم نيل الشهادة والقرب من الحسين يوم عيدكم ومفخرة لكم لأنكم قدمتم ولدكم لله في سبيل الإسلام, فلا تبكوا عليّ وليكن بكاؤكم على الغريب العطشان سبط رسول الله..

الشهيد إبراهيم خليل خلف:

أوصي أخوتي المجاهدين العاملين في حزب الله أن يجاهدوا بأنفسهم وأموالهم وأوصيكم بخط الجهاد الحسيني المتمثل بـ: لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد.. ولا تحيدوا عن نهج الإمام الخميني لأنه النهج الصحيح.. انتموا إلى ديننا الوا ع الحكيم وأن تحافظوا على دماء الشهداء وولاية الفقيه, ولا تتهاونوا بمحاربة هذا العدو الغاصب, وتيقنوا أن تحرير القدس سيكزن على أيديكم..

الشهيد فائز حيدر الحيدري:

والديّ الحنونين.. منذ أن منّ الله عليّ وهداني إلى طريق الجهاد وطريق الشهادة وأنا أفكر فيكما وفي فراقكما وما ينتج من معاناة وشوق وحنين وألم, ثم أظل محتاراً مع هذه المشاعر ومع ما يتطلبه الواجب ويمليه التكليف الشرعي, وتتصارع الكفتان.. فبين أن أختار الدنيا والأهل والأحبة والراحة والاستقرار, أو أختار الآخرة والجهاد وأسلك طريق المصاعب والتعب.. ولكن هل أوافق نفسي وأسلك الطريق الأول وأنا أعلم أنه يفنى؟.. هيهات هيهات.. ثم هل هناك أفضل وأحلى من الموت في سبيل الله والاستشهاد..

الشهيد منوجهر رحيمي:

أوصيكم أن تتمسكوا بنهج الإمام وقيادته وبولاية الفقيه حامي المستضعفين وأمل جميع المسلمين, وأقسم بالله بأن لا أمريكا ولا غيرها تنفعنا, وإنما الإسلام هو الذييفيدنا ويحمينا من شر الأشرار..

الشهيد الشيخ علي كريم:

زوجتي إصبري على قضاء الله وقدره وتعلّمي من آل البيت عليهم السلام معنى الصبر والتضحية والشهادة في سبيل الله.. وعلّمي أبناءنا أن يواجهوا الظلم والطغيان, وأن يحافظوا على كرامتهم ودينهم.. أبنائي الأحبة.. اعلموا أن كل مصائبنا تأتي من أمريكا الشيطان الأكبر وحليفتها إسرائيل الجرثومة السرطانية, فاعملوا لكي نزيلها من الوجود لنحقق للإسلام عزّه ومجده..

الشهيد بشير جبار كاظم الغلوم:

وفي هذه اللحظات من يوم الخميس جاءتنا الأخبار بأن تنفيذ حكم الإعدام بحقنا سيكون غداً إن شاء الله تعالى, وسننتقل إلى الباري عزّ وجلّ ونلتقي بمشيئة الله مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار الصالحين عليهم السلام إن شاء الله.. واعلموا أن كل هذه الأذية لكم من قبل هذا النظام ستكون إن شاء الله أجر وثواب وستحشرون إن شاء اله مع الأبرار, وسأكون بعون الله وبشفاعة محمد وآل محمد شفيعاً لكم إن شاء الله..

الشهيد علي زلزلي:

أمي الحنون السلام عليكِ أيتها الطاهرة الصابرة.. أقبل قدميك ويديك وأقول لكِ سامحيني, أوصيك أن تجعلي الزهراء عليها السلام قدوة وأسوة, وكوني كزينب في صبرها وتحملها وقولي عند رؤياي ” اللهم تقبّل منا هذا القربان” وأن تفتخري بشهادتي وتجعليه عرساً بدل العزاء, ولا تحزني على فراقي لأنّ إن شاء الله سنلتقي في جنان الخلد..

الشهيد غريب علي دجمند:

إلهي, إني لست جديراً بالشهادة, ولكن هدفي هو تحقيق الشهادة, وهي وسيلتي لقطع الطريق الأقرب والأحسن إلى الله, فاجعلني على الأقل أجاور أبطال الإسلام الصادقين..

الشهيد منذر نعمان:

إلى جميع أهلي الأعزاء (أمي وأبي وزوجتي وأولادي وأخي وأخواتي) أوصيكم شراء كفن من ثلاث قطع من النجف الأشرف وتزويره في مرقد الإمام الحسين عليه السلام وأبي الفضل العباس عليه السلام.. كما أرجو عدم إنزال جثتي عند بيتي أو بيت والدي؛ لأن الجسد ليس ذا قيمة فلا يجوز التعلق به, وإن روحي ستكون معكم دائما إن شاء الله..

الشهيد علي عبد الحسين خليل:

عشت مرّ الحياة وأشعر بالخجل حين أرى هؤلاء الشهداء العظام الذين تركوا الدنيا الفانية وزينتها وزخرفها.. ما زلت مقصراً لكي أصل إلى هذا المقام الشريف.. سيدي أبا عبد الله ما أجمل اللحاق بركبك بقافلة النور من الشهداء.. هؤلاء الشهداء الذين قدموا كل شيء من أجل بقاء ثورة الإمام الحسين عليه السلام مستمرة..

الشهيد ماهر محمد سيف الدين:

إخواني في الله.. أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم كما أوصيكم بمواصلة الجهاد في سبيل الله على خط سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي ضحى بنفسه وأهل بيته وأخلص أصحابه في سبيل حماية وحفظ الدين المحمدي الأصيل.. فلا تبخلوا بدمائكم على فلسطين الغالية التي ضحى شعبها الصامد من أجل عزة الإسلام والمسلمين في زمن غياب كلمة الحق عند حكم الجور والظلم..

الشهيد عقيل كماش شناوة:

والدي العزيز أدعو من الله الرحمن أن يمنّ عليكم بالصبر والسلون, وان يهوّن عليكم كل مصائب وكل بلوى, أرجو أن لا تنسوني بقراءة سورة الفاتحة والدعاء.. عن الرسول الكريم إن دعاء الوالدين مستجاب في حق الولد وخاصة في القبر, وأنا أحتاج إلى دعائكم في ذلك المكان نجاكم الله وإيانا عذاب البرزخ..

هذه الورقة أكتبها وأنا في زنزانة الإعدام قبل ساعتين من المواجهة, وما يدور في ذهني كثير لكنني تركت القلم يكتب, ولو كانت عندي دفاتر لملأتها, لكني لا أملك سوى هذه الأوراق..

الشهيد محمد الأخرس:

أختاه.. حجابك أفضل من دمي, فالتزمي بهذا الحجاب لأنة كرامة, ولأجله يشقط الشهداء..

أمي الحنون.. أحبكِ والله يا أمي, ولكن حبّ سيد الشهداء عليه السلام الذي أرضعتني إياه مع الحليب منذ الصغر فاق وطفح على حبي للبقاء في هذه الدنيا الفانية.. إن شاء الله يكون اللقاء عند الغفور الرحيم مع الزهراء عليها السلام والحسين عليه السلام..

الشهيد محمد علي أنوري:

والديّ العزيزين.. أعلما أنّ تضحيتي والآف الشبان المسلمين الآخرين في سبيل العقيدة بوحدانية الله ورسالة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ليست خسارة, بل إنها فوز عظيم يمنحه الباري تعالى لمن يليق بهذا الفخر الكبير من عباده الصالحين.. إذ إنّ الشهادة مقصدي نحو الحرية والانعتاق من الدنيا الفانية..

الشهيد حسين علي أكبري:

إن كانت شجرة الإسلام لا تينع ولا تعطي أكلاً إلا بقتلي, يا رصاصات ويا قنابل خذيني, لأنها لو قتلتني سترفعني إلى أعلى درجات الشهادة والفلاح..

الشهيد أسامة محمد حلس:

أمي الحنون.. مالي أراك حزينة؟ ولماذا هذا البكاء؟ أتبكي لأني حي بجوار الله؟ ألم تكوني تطلبي مني الزواج؟ فها أنا أتزوج بدل الواحدة اثنتين وسبعين, وهل تعلمين من زوّجني يا اماه؟ إنه الله الحنان المنان.. أتحزني يا أماه يوم زفافي ويوم فرحتي؟ ألا ترضي أن أشفع لكِ عند ربي؟..

الشهيد أمير أحمدي زماني:

والدي ووالدتي العزيزين.. إذا ما ضحيتم بولدكم في طريق الله فكونوا صابرين, وعندما قدمت جسدي الذي لا قيمة له بالنسبة لي عند التضحية في سبيل الخالق, فأرجو أن لا تقوموا بعمل لا يرضاه الله أو يسبب غضب الباري عزّ وجل لأن ذلك سيقلل من أجري عند الله..

والدي العزيز أرجو أن تدفنني بنفسك وأشكرك على المشقات التي تحملتها من أجلي, أرجو أن تعفو عني وتسامحني في كل ما أخطأت وتجاوزت..

* إنهم فتيةٌ آمنوا بربهم وزدناهم هدى.

بقلم الأستاذة آلاء الحيدري – العراق

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …