الرئيسية / الرئيسية / أين نجد السعادة؟
السعادة

أين نجد السعادة؟

 

قد يتصور البعض منا, أن معنى السعادة هو أن يكون الإنسان سعيداً، مسروراً في حياته من خلال امتلاكه للمادياتِ والكمالياتِ وغيرها من الأمور الدنيوية الملموسة، ولكن السعادة الحقيقية التي يجب أن يطمح ويسعى إليها الإنسان هي حقيقة أخرى, ألا وهي رضا الله تبارك وتعالى عنّا، فإذا وصل الإنسان من خلال أعمالِهِ وأقوالِهِ إلى مرحلة يتحقق له نيل مرتبةِ الرّضا الإلهي فإنه السعيد المسعود في الدنيا والآخرة.

وقد قال مولانا أمير المؤمنين علي”ع”:

فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ *** وليتك ترضى والأنامُ غِضابُ

وليت الذي بيني وبينكَ عامِرٌ *** وبيني وبين العالمينَ خرابُ

فمن المعتادِ أن كل من أراد الوصول إلى مكان ما أو غاية معينة، عليه أن يسلك طريقاً يوصِلهُ إلى مبتغاه, كذلك هو الحال للوصول إلى رضا الباري عزّ وجل، فإن رضاه تعالى لا يتحقق إلا من خلال ما يقدمه الإنسان لنفسهِ من حسنات أو يُنجِز ما يأمرُهُ بهِ ربّه من أعمال صالحة, وإحدى الطرق التي توصلنا إلى رضاه هي رضا الوالدين عنّا فإنه تعالى يأمرنا بأن لا نقل لهما أفٍ ولا نعصي أوامرهما وأن نحترم أبوينا لأنهما ربّيانا.

أحببتُ أن أضفي لموضوعي باقة من النثر الرائعة التي تختصُّ بالسّعادة وأين نجدها, وها هي ذا:

سألتني نفسي أين السعادة… فرحت أبحثُ عنها في كل مكان..

بحثتُ هنا وهناك فلم أعثر عليها.. ولم أذق لها طعماً..

ظننتُها في الخروج والحرية والأسفار… فجُبتُ كلَّ المدن وتجولتُ بعدة بلدان..

مارستُ الرياضاتِ وكونت الصداقات لكن…

أين هي السعادة…؟؟؟

قيل لي في العشق والهوى… ولوعةُ القلب إذا انكوى..

ففتحتُ قلبي للغوى… وجربتُ الحبَّ والهوى…

لكن رغم صدق الحب وطهره وعفافه… إلا أنني لم أجد ما أبحث عنه..

وكيف لي أن أجده في معصيةِ الخالق؟!

بدأتُ أقتربُ منه شبراً شبراً… وإذا به يقتربُ مني باعاً باعاً..

أذهبُ إليه مشياً فيأتيني هرولة…

ياااااه… ما أحلى لقياه…كم هو إحساسٌ رائع.. والمرء برفقةِ المعز الرافع..

عندما أدركتُ لتوي كم أنا تافهة… وعرفتُ أن الدنيا زائفة…

وأنَّ كلّ شيءٍ يُقضى ويُفنى… ولا يبقى سوى وجهُ ربّنا الأعلى..

فتمسكتُ بحبلهِ… ومشيتُ على خطِ رسلهِ..

حينها فقط عرفتُ معنى السعادة الحقيقية… فما عاد يُبكيني فِراق خلٍّ أو حبيب..

وما عادَت تُبكيني خيانة رفيقٍ أو صديق… وما عدتُ أندم عندما أساعدُ من لا يستحق في وقت ضيق… فما عملي إلا لوجهِ الحكيمِ الرفيق..

 وما عادت أمورُ الدنيا تُغضِبُني… وما غضبي إلا لله ودينِهِ..

فيا لها من سعادةٍ أحُسُّ بها وأنا بِقُربِ مالِك القلوبِ ومقلبها…

فيا ربِّ ثبّت فؤادي.. وامح عني خطاياي.. وأدم عليَّ نعمة الإيمان..

يا أرحم الراحمين…

بقلم زهراء الموسوي_ العراق

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …