الرئيسية / الرئيسية / سلسلة الحقد والصدأ
فلسطین

سلسلة الحقد والصدأ

حطّ الجراد في أرض فلسطين, لم يروه إلاّ مؤخراً.. لكنه هناك منذ ستين سنة.. أكل الأخضر والأصفر, الحقول والعقول.. على رماد مذبحتهم المزعومة حاكوا مؤامرة الاحتلال والاستبداد.. هدفهم حدود تلفظها أبنائهم “من المحيط إلى الخليج”, كل ذلك كان على ما يرام.. فجثوا على صدور الفلسطينيين وأخرسوا حكام وزعماء الدول المجاورة.. وللشاهد عند إحراقهم القدس قالت جولدا مائير ـ أول رئيسة وزراء إسرائيلية ـ لم أنم طيلة الليل, توقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدبٍ وصوب نحو إسرائيل, فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة..

لتبدأ نزعة التسلط والطغيان تأخذ أبعد الحدود وأفظع الصور.. فغمسوا بصمتهم بدماء المجازر وطبعوها على صحيفة حقوق الإنسان المزعومة في جنيف..

وفي ليلةٍ ظنوا أن ليس في البشر وريثاً لحيدرٍ, هبّت بوجه إسرائيل ـ التي لا تهزم كما أقرّوا أحفاد ابن أبي سفيان ـ أسود جبل عامل وأشبالها, عندها قُلبت الطاولة فوق الجميع, لتبدأ من جديد حياكة مخططٍ تحت عنوان “ولادة شرق أوسط جديد”, بأيادي إسرائيلية الهوية, وصنارةٍ أمريكية الصنع, وخيوطٍ عربية الأصل, مصدرها بعيدٌ عن الحرير والإستبرق هذه المرّة, خيوطٌ نسجوها من لحى غطّت صدورهم المملوءة حقداً وبغضاً لعتره النّبي الهادي|, والهدف البرّاق خُطَّ في أعلى الصحيفة “نسف شيعة الأمير”ع”, والمُضيّ بما خطّه منذ أكثر من ألف سنة معاوية بن أبي سفيان.. أقرّوا بنو صهيون أن الطريق الأنجع والأضمن لبقائهم واستمرارهم في الوجود كسر قامة الشموخ, بل الانتقام من بطل خيبر وكل من سار دربه… أقرّوا بنهج خلفاءٍ بعيدين كل البعد عن الرّشاد والقول السّديد..

وما نراه اليوم في سوريا وبقية البلدان, وعلى وجه الخصوص حيث شيعةٌ مواليةٌ لأبي تراب أو حتى مؤيدين لنهجه, من دمارٍ وقتلٍ واسترجاع لخط اللّئام من قطع الرؤوس والتباهي بها على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التّلفزة, ما هو إلاّ قالبٌ جديدٌ لما جرى يوم عاشور من رفع رؤوس الأطهار الأخيار فوق الرماح, والمضيّ بها عند اليزيد السكير في قصر الإمارة .

ما فشِلتْ به إسرائيل من تحقيقه عبر طائراتها الحربية وصواريخها النّارية, تأمل بل تسعى لتحقيقه عبر سياسة أبطالها ثلةٌ منبوذةٌ من جميع المذاهب.. الوهابية أو السلفية أو أتباع ابن تيمية سابقاً والعرعور حالياً.. اُناسٌ لم يعرفوا من الدين لا ظاهره ولا باطنه, لا حقه ولا باطله, لا قرآنه ولا نبيّه… أناسٌ تربّوا في أحضان تل أبيب, شربوا ماءها, وتنشّقوا هوائها… أناسٌ سَلبوا منهم العقول وزرعوا مكانها أجهزة تحّكمٍ عن بُعد, ومفتاحها حتماً بيد ناتنياهو ولبرمن…

واليوم جاء الأمر بتدنيس أضرحة الشرفاء, جاء الأمر بحقِّ من قالها عالياً بوجه معاوية: عليٌّ أمير المؤمنين ولن أذّم من ولاّه رسول الرحمة علينا, أمرٌ بإخراجه من روضته المباركة, جاء الأمر بتعدّي على حرمةِ الصحابي الجليل باتفاق الجميع “حِجر بن عدي”, حِجرٌ الذي قُتِل لأنه أبى السير في نهج معاوية من سبٍّ ولعنٍّ لعليّ”ع”على المنابر…

بقلم مدى زيعور_لبنان

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …