الرئيسية / الرئيسية / انتفاضة الكرامة وبشائر العصر الجديد
392e69f652d32b2bfba2f8bc1f69c7ba

انتفاضة الكرامة وبشائر العصر الجديد

انتفاضة الكرامة وبشائر العصر الجديد

 

قال تعالى في محكم كتابه العزيز:

“ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”

سورة القصص, الأية 5.

“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”

سورة الرعد, الأية 11.

 “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”

سورة الأنبياء, الأية 105.

لقد قضى الله وأمضى أمره في أن وراثة الأرض ستكون للصالحين، وأن حكمها لابد وأن يصير للمستضعفين، لكنه جلت آلاؤه قدّر أيضاً أنه لا يغير ما بقوم ولا يحين وقت الوعد الموعود إلا بعد أن يغير الناس ما بأنفسهم..

وبدأ الناس يغيرون ما بأنفسهم، وها نحن نعيش في أيام مشهودة تلاقى فيها الماضي بالحاضر وتعانقت السياسة مع الدين والأخلاق ليرسُم للبشرية ملامح مستقبلها، وبدأت بوادر التغيير بانتفاضة الشعوب المستضعفة، وأخذت النقاط مكانها الطبيعي من الحروف، وسارت الزحوف واصطفت الصفوف، وماجت الأمواج لتقيم ما في هذه الدنيا من الأمت والاعوجاج.

أيها القارئ الكريم تعيش الأمة في هذه الأيام لحضات مصيرية، وتشهد أحداث قد تغير حياة كل البشرية.. ففي هذه الأيام سالت دماء نقية, أريقت من نحور أبية, على الهوان عصية, ﺁثرت الموت على الحياة الذليلة، دماء تدفقت لترفد نهراً لطالما ضل يجري ليسقي شجرة الكمال ويصنع للبشرية فجرها الجديد ويحقق حلمها العتيد. وها هي بشائر العصر الجديد تبشرنا بقرب حلول زمن دولة العدل الإلهي..

نعم أيها القارئ الكريم فهذه هي شجرة الثورة التي سُقيت بدماء الأحرار والغيارى على مدى قرون عديدة ولسنوات مديدة، قد بدأت تطرح ثمارها, وأينعت ثورات شعبية وانتفاضات أبية, أصبحت كالطوفان فجرفت صروح الظلم والطغيان, وأسقطت الطغاة و كشفت أقنعة العتاة الذين مردوا على النفاق..

فإذا بقوى التخاذل والعمالة تبيع للشيطان نفسها من جديد وتدير لقضية فلسطين ظهرها وتحول الصراع من إسلامي صهيوني إلى إسلامي إسلامي فتشعل في بلاد الإسلام نيرانها..

وتطفئ في قلوب أطفال سوريا واليمن والعراق وليبيا وتونس والبحرين لهيب أحقادها ..

نعم.. فإنها سني الحسم وأيام يفرق فيها بين الحق والباطل ويمتاز فيها الخبيث من الطيب. وإن عظمت التضحيات وبهض الثمن ..

فنحن زمن تكشّف لأوراق طالما ضلت مخفية وراء أستار التصنع والتملق والنفاق، فلا تعجب أيها القارئ الكريم لو رأيت أعداء الإسلام يرتدون عباءة الإسلام ويرفعون راياته, لكن بشكل مشوه ومريب.. يحاولون تحريف الدين وإطفاء نور الله الذي بات سطوع شعاعه قريب.. فإنها أيامهم الأخيرة على هذه الأرض, وليس مستبعد ذلك منهم، فلقد افتضحوا وكشفت جميع أوراقهم ولم يعد بيننا وبينهم إلا جولة واحدة وهذه الجولة سوف تأتي على أخرهم.. إنشاء الله..

عندما يظهر الله أمره ويأذن برفع لواء الحق.. وان حدث وحصل ما لا يسر المحب من تغلغل المندسين وراكبي موجة هذه الانتفاضة من متسللي البعث الباحثين عن الانتقام وغيرهم, من إخوانهم اللاهثين وراء السلطة والدنيا وما فيها من حطام.. فسرعان ما يفتضح أمرهم وتلعنهم راياتهم ثم تعود الأمور إلى مجراها الصحيح وتعتدل عربة الصحوة على سكتها فتواصل نحو الانتصار مسيرتها..

وان سالت بالدماء ابطح وان ذبحت الطفولة على مقصلة المطامع والأحقاد.. مطامع الأسر التي طالما انتهبت أموال المسلمين, وانتهكت حرمات الدين باسم الدين.. وأحقاد الزمر التكفيرية التي طالما تعطشت لدماء الأبرياء من مسيح وغيرهم.. ومسلمين..

فالفرج قريب مهما كانت قائمة الاستحقاقات المرحلية طويلة وأثمانها باهظة ثقيلة…

فحكومة الإسلام الطاهر الحنيف باتت قريبة على الأرض. وان حاولت تشويه الإسلام قوى الشر… وغداً لناظره لقريب..

 

بقلم نهى القطراني- العراق

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …