الرئيسية / الرئيسية / الثبات على الموقف الحقّ
ابوطالب

الثبات على الموقف الحقّ

أخذ النبي”ص” يصدع بالإسلام غير مبالٍ بمقاومة قريش له. فكان يعيب عليها دينها ويسفه أحلامها, حتى عظم عليها فعله, فأجمع أفرادها على عداوته فذهب منهم جماعة إلى أبي طالب(رض) وطلبوا منه أن يردع ابن أخيه ويمنعه عن الاستمرار في الدعوة, فقال لهم أبو طالب قولا لطيفاً وردّهم ردّاً جميلاً. ولكن النبي”ص” مضى على ما هو عليه حتى سرى الأمر بينه وبينهم فأكثرت قريش من ذكر رسول الله| بينها فتذمروا منه وحثّ بعضهم بعضاً على دفع عائلته والوقوف بوجهه.

فجاءت جماعة أخرى وقالت لأبي طالب: إن لك سناً وشرفاً ومنزلةً فينا, وإنا قد استنهيناك عن ابن أخيك فلم تنهه عنا, وإنا لا نصبر على هذا من تسفيه أحلامنا وتضليل آبائنا وسب آلهتنا ووسم أدياننا بالجهل والله لا نصبر له على ذلك, فإما أن تنهاه أو خلّ بيننا وبينه…

فذكر أبو طالب(رض) ذلك لرسول الله”ص” فقال: “يا عم, لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته..”, فقال أبو طالب(رض): يا ابن أخي قل ما أحببت، فوالله لا أسلمنك لهم أبداً..

وراح لقريش يقول لهم: والله ما كذب ابن أخي قط، ثم أنشأ الأبيات المعروفة التي منها:

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة *** وأبشر بذلك وقر منه عيونا

فهل يبقى بعد هذا الموقف مجالاً للترديد أو التوقف أو الشك في إيمان حامي الرسول| الباذل له نفسه ونفيسه في سبيل الدين؟!

بيرين مسعود _ سورية

المصادر:

انظر أبو طالب حامي رسول الله(ص) وناصره, نجم الدين العسكر.

و إيمان أبي طالب, فخار بن معد الموسوي.

شاهد أيضاً

21445185332_f463abf699

درس من حياة فاطمة”س”

  قد نكون واجهنا صعوبات وخسارات مادية هائلة لإتمام عمل معين, أو حتى في جريان …