الرئيسية / الرئيسية / لماذا لم تكن إقامة العدالة العالمية على عاتق الرسول”ص” وعلي”ع” و وكلت للإمام المهدي”عج”؟
IMAGE63518750000

لماذا لم تكن إقامة العدالة العالمية على عاتق الرسول”ص” وعلي”ع” و وكلت للإمام المهدي”عج”؟

 قد جعل الله الحاجة للقائد في وجود الإنسان. لذلك لقد بعث سبحانه وتعالى الأنبياء منذ أن خلق الإنسان لأجل هدايته وإبلاغه الأحكام, ولتحقيق هذا الهدف يجب على الله سبحانه وتعالى أن يجعل الانسان في كل زمان ولآخر الزمان مقتديًا لغيره من الأنبياء و الأولياء. فجعل بعثة الأنبياء واختيار المعصومين”ع” بعد النبي”ص” هو طريق لإدامة التكامل.

 بعث الله سبحانه وتعالى لكل أمة نبي حسب شروط الزمان. لكن أي لم يوفق لإقامة حكومة عادلة متكاملة وذلك بسبب عدم قبول الناس ذلك. حينما كان الأنبياء يدعون الناس إلى عبادة الله الواحد لم يلاقوا إلا المخالفة منهم والإنكار. وخاصة من قبل الحكام وأصحاب النفوذ المغرورين من الذين كان لديهم علم أو مال أو جاه حيث كانوا يعارضون الأنبياء بشدة ساحبين ورائهم الكثير من المخالفين. لذلك لم يتبع الأنبياء ويؤمنوا بهم إلا فئة قليلة.

    قليل ما يحصل بأن تكون الأمة على وفق عقائد صحيحة وموازين قسط وعدل ومطيعة لأوامر الله ورسله. كما حل في عصر النبي سليمان “ع” وقد راجت بعض تعاليم النبياء تدريجيا في ثقافة الأمم وحصل اقتباس منها.

   لذلك إن أول هدف لبعثة الأنبياء هو توفير الظروف الملائمة لتنمية وتكامل الإنسان وحصل بوجود الوحي الإلهي. ومن جملة اهداف الانبياء هو التعاون على التنمية العقلية والتربية الروحية والمعنوية للأفراد المستعدين.

   كل الانبياء سعوا لإيجاد حكومة توحيدية مثالية وايجاد العدل في انحاء العالم وكل منهم بذل سعيه قدر ما استطاع وبعض منهم استطاع ايجاد ذلك في موقع جغرافي خاص وفي زمان خاص. لكن لم يحصل لأي نبي بأن ينشر العدل الألهي في جميع انحاء الارض. البتة عدم توفر الشروط لم يكن بمعنى عدم وصول التعاليم الالهية . لأن هدف الله سبحانه وتعالى توفر الأرضية والشروط لمسير وحركة الناس.

   ولم يكن لزوم وجبر للناس لتقبل دين الحق وأتباع القادة الإلهيين.

   الرسول الأكرم”ص” آخر مبعوث الهي والإمام علي “ع” والأئمة بعده حيث كانت وظيفتهم اشعاع العدالة العالمية ودعوة الناس الى الإسلام . بسبب عدم توفر الظروف والاستعداد الفكري والروحي للناس, لم يتمكنوا من إقامة العدالة في العالم. لأن لم يكن الناس في ذلك الوقت مستعدون لقبول وتغيير الحكومة الى حكومة عادلة.

     في الحقيقة, الإنسان كالطفل الذي يريد ان يتعلم فلا بد له من طي المراحل بالتدريج كي يصل الى مرحلة التكامل. لذلك فإن القادة الإلهيين في حالة عدم وجود الأرضية الكافية للوصول الى الهدف لم يتمكنوا من ايجاد حكومة عالمية عادلة وذلك لا يعد نقص بهم ولا منهم. بل هو عدم توفر الشروط والأرضية اللازمة وعدم استعداد الناس لقبول حكومة عالمية عادلة وتحول فكري للبشرية. وله علاقة في استعداد المجتمع من ناحية فكرية وثقافية وتكامل للعقل والوعي و… وهذا ما سيحصل في عصر ظهور الإمام المهدي”عج”.

   ومن بعض تلك الموارد هي :

الف.   استعداد المجتمع

   وهذا من ضمن شروط ظهور الحجة “عج” وهو استعداد المجتمع واستعداد العالم. فقبل الظهور تمتلئ الارض ظلما وجورا, حروب دامية بين القوميات والدول حيث تمتلئ الارض من القتلى .

في ذلك الحين لم يكن للمال والعرض أي أمان. وكذا الطرق والشوارع تكون غير آمنة. فالخوف والرعب يملئ كافة البشرية. كما يكثر موت الفجأة. فعن الامام علي “ع”:” لظهور المهدي علائم, منها قتل العالم والموت السريع المتتالي وانتشار الطاعون”

   طبعا كما جاء في الروايات في ذلك الزمان , تعذب الأطفال بأشد انواع العذاب حتى يموتوا تحت أيدي القادة الظلمة . وتكثر الأمراض المميتة ( من الممكن ان يكون ذلك أثر تعفن اجساد المقتولين أو لأستخدام الاسلحة الكيماوية).

     ففي هذه الظروف العصيبة يطفئ الأمل في أنحاء العالم والموت يصبح عندهم افضل هدية من الله تعالى حيث يصبح الموت أمنية البشر لكثرة التجاوز على حقوق الآخرين فالناس حينها تأكل بعضها بعضا. وفي هذه الظروف تتوجه قلوب الناس الى الله تعالى وهم نستعدين للانقلاب العالمي , فتأتي الصيحة السماوية. يا أهل العالم قد انقضت الحكومات الجائرة وظهر المهدي”عج”.

   هذا النداء السماوي يولّد روحية أخرى في أنفس الناس وتبدأ حياة البشر مملوءة بالعشق والايمان والفرج والسرور.

   إذن, أحد شروط ظهور الحجة “عج” هو استعداد المجتمع حيث لابد للناس من ان تتعب من ظلم وجور النظام الموجود في العالم وقد ذاقوا مرارة الحياة المادية وأخذهم اليأس والخيبة حيث أصبحوا مستعدون لانقلاب اسلامي. ففي تلك الظروف يظهر الحجة “عج”.

ب.  الاستعداد الفكري والثقافي

أحد شروط ظهور الحجة “عج” هو الاستعداد الفكري والثقافي للبشرية. طبعا للوصول الى هذه المرحلة من السطح الفكري لا يحصل الأوان تترك الناس فيما بينها عناد القوميات والاحزاب و ان لا يروا الحدود فيما بينهم ويجعلوا العالم بلد واحدا ولا لغات عديدة.

     ويكونوا كنور الشمس والنسيم العليل والغيوم الممطرة واجمل ما في القوى الطبيعية العالمية . ولا يكونوا غير قادرين لحل أي مشكلة بشرية . فلا بد للمجتمع البشري من الماحية الفكرية والثقافية ان يكونوا على مبنى معنوي واخلاق توحيدية ونامية حتى يظهر الامام الحجة”عج”.

ج. الاستعداد العلمي والصناعي

   احد شروط ظهور الحجة”عج” هو الاستعداد العلمي والصناعي . وفي هذا المورد توجد احاديث تنظر الى المسألة من جميع الزوايا . ففي زمن الحجة “عج” تختلف التكنلوجية عما هي عليه الآن من تكنلوجية غير دينية. في زمن الحجة لا توجد محدودية على التكنلوجية بل تكون في حالة توسع حيث تصل الى حد غير قابل للادراك في زماننا الحاضر. طبق الاحاديث التي وردت حول عصر الظهور في التكامل الصناعي التكنلوجي يكون العالم كمدينة. حيث الاطراف قد ترى وتسمع الحوار. فعن الصادق”ع”: في زمن القائم من في الشرق يرى اخيه الذي في الغرب .

د. نضوج العلم والمعرفة

   ان طلب الدين في عصر الامام يكون مقارنا لطلب الانسان للعلم ز ولا يرون الدين دون العلم طبق ما جاء في الروايات. الطاقة واستخدام الطاقة الغير شمسية. الوسائل السريعة الصوتية والتصويرية تصبح بشكل رائجة. من حيث كل شيء يبين وكأنه في راحة كف اليد, تحت نظر الامام الحجة”عج” حيث يحكم كل العالم .

    والصالحين في حرية مطلقة وغير الصالحين محدودين وكل هذا يكون في ظل حكومة الامام المهدي”عج” ولم ير البشر نظير هذا من قبل, طبعا لم يكن هذا التطور عن طريق الاعجاز بل هذا التطور الحاصل يكون من تكامل علمي لعصر نا بعد الظهور . الملحوظ ان حياة الفرد في هذا العالم لا بد وان تكون مطابقة لسنن الحاكم على الطبيعة . لا اعجاز يحصل في حالات استثنائية في موارد ضرورية . اذن في عصر الامام “عج” العلم والتكنلوجية يكونا متكاملين . قال الصادق”ع”: العلم والمعرفة سبع وعشرون حرفا وكل ما أتى به الانبياء حرفين , والناس لا زالت لا تعرف هاتين الحرفين . حين قيام قائمنا يظهر معه خمسة وعشرون حرفا ينشر ويبث ذلك بانضمام تلك الحرفين اليها وينشر ذلك بين الناس.

     نفهم من هذا الحديث ام البشر مهما تطور علميا . ففي عصر الامام”عج” بشكل واحد يتضاعف علمه12 مرة. مع دقة قليلة نلاحظ ان العلم في عصر الامام “عج” يأخذ تطورا بشكل غير ملحوظ.

 هدى الخويلدي _ العراق

شاهد أيضاً

5228-460x330

البوارق العرفانية 6

البارقة السادسة هل نستطيع أن نميت أنفسنا؟ نعم وألف نعم, ولأهل المعرفة تقسيمات لطيفة في …